بحث صغير في محرك البحث الشهير جوجل حول فيروس الإيبولا، يظهر لك أنه أضحى الهوس الأول للعالم أجمع .الاتحاد الأوربي يتبرع ب 25 مليون دولار لصالح أبحاث لقاح مضاد للفيروس، وفي الولايات المتحدة الأمريكية البنتاجون يعد فريقا طبيا للرد السريع في حال انتشار فيروس الإيبولا داخل أراضيها. لكن في المغرب تحول هذا الهوس العالمي إلى مادة دسمة للسخرية، فسرعان ما ظهرت العديد من الصور والنكات والفيديوهات التي تسخر من الفيروس، كان آخرها أغنية “كأس الإيبولا “و فيديو ” الإيبولا مؤامرة مغربية”.
السخرية والتوعية
يقول مروان علوي المحرزي، مهندس إعلاميات ومعد سلسلة فيديوهات المؤامرة “إن الفيديو الأخير الذي أعده بعنوان” الإيبولا مؤامرة مغربية”، مجرد طريقة للسخرية من النظريات التي انتشرت في الآونة الأخيرة حول أن الفيروس مؤامرة غربية ضد الأفارقة أو سلاح بيولوجي تستعمله منظمات دولية ويضيف أن السلسلة والتي يحدد هدفها في “السخرية وإظهار سهولة خلق نظريات المؤامرة من حقائق ووقائع موثقة، هي بمثابة تحذير لوجوب عدم تصديق ما تبثه المواقع الالكترونية و ما تنشره الصحافة”.
ويستبعد مروان إمكانية تصديق ما يحمله الفيديو، لأنه كما يقول، وضح مرارا في وصف الفيديو أن الغرض منه هو السخرية من نظريات المؤامرة . ويرى أن “السخرية من أي موضوع تزيل عنه هالة الخوف والغموض،مما يتيح للإنسان التعامل معه بشكل عقلاني ،كما يظن أن السخرية من مواضيع مهما كانت خطيرة كمرض الإيبولا مثلا يزيد في التوعية اتجاهه” .
عنصرية تظهر
الكثير من مواد السخرية من فيروس الإيبولا اعتمدت على انتشار الفيروس بشكل سريع في دول من “القارة الإفريقية “، حيث ارتكزت على صور أفارقة مهاجرين بالمغرب وتم تداولها على نحو واسع في مواقع التواصل الاجتماعي . وهذا ما اعتبره البعض عنصرية “دفينة” اتجاه المهاجرين الأفارقة بعد تنظيم حملة تحت عنوان “ما سميتيش عزي “في وقت ليس بالبعيد. وهو ما تؤكده هدى السليماني طالبة في كلية عين الشق لهنا صوتك :”الإيبولا فجرت كل ما يحمله المغاربة من عنصرية اتجاه المهجرين المغاربة، فالمشاركون المتحمسون في الحملة السابقة أصبحوا يبتعدون عن زملائهم من الدول التي انتشر فيها الفيروس وينشرون مواد السخرية على حساباتهم الخاصة في الفايسبوك أو غيره دون حرج”.
سخرية مزدوجة
وارتبط في الآونة الأخيرة فيروس الإيبولا بتنظيم “الكان في المغرب “، حيث أطلق مجموعة من الكوميديين الشباب المغاربة أغنية ساخرة بعنوان “كأس إيبولا” تنتقد قرار تأجيل كأس إفريقيا بسبب فيروس “إيبولا”، مستعملين لحن “الحلم العربي” الشهير لتمرير رسائل انتقاد للحكومة المغربية التي اتخذت قراراً بضرورة تأجيل موعد تنظيم كأس إفريقيا.
سلمى درداف-
المصدر : https://tinghir.info/?p=1602