تداولت مؤخرا وسائل الإعلام بجميع مكوناتها صفقة كراء مقر أفقر جهة “جهة درعة تافلالت” بالمملكة الشريفة ، الذي وصلت قيمته الشهرية الى 50 ألف درهم .
الجهة الفتية والفقيرة مقارنة مع باقي الجهات ، ينبغي لمجلسها أن يكون في مستوى هذا الوضع ، وهو السهر على ترشيد الوسائل المادية التي مازالت الجهة لم تتوصل بأي ميزانية الى حد اليوم .ولتطويق وضع هذه الفيلا التي مازالت تحت سيطرة مجلس الجهة ، قامت جهات معروفة بالرد على كل الادعاءات التي راجت حول مبلغ الكراء ، مفادها أن السلطات المركزية انتصرت لترافع رئيس المجلس والجهود الحثيثة التي بذلها والي الجهة ، بل زادت وقالت تلك الجهات ، بأن السلطة الولائية تدخلت وكان أمرها حاسما وتم الأمر بإخلاء المكاتب من موظفيها و منقولاتها ودعوة المجلس الى التصرف في مرافق المقر باعتباره مقرا للجهة الفتية و الفقيرة .
مصادر موثوقة أكدت للجريدة أن لا شيء تقرر رسميا في هذا الشأن ، شأن “تفويت” مقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات ، وما زال موظفيها يمارسون أشغالهم بها ، بل تضيف ذات المصادر أن الكاتب العام للعمالة كان قد استقبل هؤلاء الموظفين في مكتبه ، وتطرق الى هذا الموضوع دون إعطاء أي أوامر بإخلاء المقر بل تحاور معهم بطريقة حضارية ، خاصة وأن الموظفين كانت قد تسربت لهم أخبار مفادها أن مكاتبهم سوف تتحول الى قبو الغرفة الطابق تحت أرضي للاشتغال فيه ، وهو الأمر الذي يرفضه الموظفين ،نفس المصادر أضافت بأن الموظفين مستعدون للدفع بالمصلحة العامة .
اليوم تطورت الأوضاع وحضرمسؤولون بما فيهم عامل الإقليم ، وأرغموا الموظفين على قبول الأمر الواقع ، وشرعوا في مباشرة “إصلاح” الغرفة وذلك بإعادة طلائها بميزانية يعلم الله مصدرها ، وتركوا الموظفين بين حيص و بيص من مسؤولياتهم ، خاصة وأن لجنة افتحاص حلت بالغرفة من الوزارة الوصية ، فكيف سيتم الافتحاص ، والأشغال جارية والملفات التي تعود الى سنة 1977 تاريخ إحداث الغرفة ، ملقاة في قبو المؤسسة التجارية مع جميع مستلزماتها ، داخل محيط ضيق لا يسع احتضان 14 موظف مع مكاتبهم و إضافة موظفين جديدين ما زالا لم يستقيما بعد .
وضع الغرفة مازال قائما ، موظفوها متشبثون بعدم الاشتغال في القبو لضيقه ولعدم ملائمته للاشتغال ليس فيه نوافد و لا مرافق صحية و لا مواصفات إدارية ، كان محل وضع المتلاشيات فقط ، فكيف يصبح اليوم مقرا للعمل ؟؟؟ ، منتخبوا الغرفة أصبحوا غير معنيين ، لأن السلطات تعرف كامل المعرفة من هم وكيف “يفوزون ” في الانتخابات ، ليبقى مستشار واحد حامل مشعل المقاومة ، فقام بإرسال رسالة إلى الديوان الملكي هو وحده يعرف محتواها .
متتبعون يرون أن في مثل هذه المواقف يجب التحلي بالمسؤولية والشجاعة ، والجلوس مع إدارة الغرفة و منتخبيها ، وفتح حوار جاد بين جميع مكوناتها للوصول إلى الحل التوافقي الذي يرضي الجميع في أفق الوصول إلى ما تصوره عاهل البلاد لهذا الربوع من المملكة الشريفة .
رئيس الجهة حسب ما تسرب من أخبار لم يكلف نفسه و لو مرة ، الدخول إلى الغرفة والاجتماع مع موظفيها ، لشرح ملابسات استغلال جزئ من البناية بصدر رحب يتلج الجميع ، لتفادي اللغط الذي نتج عن كراء الفيلا المشئومة وحتى لا نصير في هذا الربوع حديث العام والخاص . في وقت بدأت تتقاطر السيارات الفارهة على موظفي الجهة ، والاجتماعات المتوالية بين المتحكمين في شؤون الجهة تارة في الفيلا و أخرى في القاعة الكبرى ، ترى هل ستكون هذه الاجتماعات رافعة من رافعات التقدم المنشود للجهة الفقيرة وساكنتها ….
المصدر : https://tinghir.info/?p=15920