بتنسيق بين جمعية مستعملي المياه لأغراض زراعية وجمعية الخربات للتنمية المستدامة والبيئة، تم تنظيم لقاء تشاوري تشخيصي فريد من نوعه، حيث تم استقبال وفد مهم عن”برنامج المنح الصغرى” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مرفوق بممثلين عن كل من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، برنامج واحة تافيلالت والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت، وبحضور عدد من ممثلي السكان والجمعيات والتعاونيات ذات الاهتمام بالشأن البيئي والتنموي، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس الجماعي لافركلى العليا.
اللقاء كان فرصة لشرح كون البرنامج الذي ينشط في 147 دولة، من ضمنها المغرب منذ 1998، يسعى بالأساس إلى الحفاظ على بيئة العالم الطبيعية في البلدان النامية واعادة بنائها مع الأخذ بالاعتبار أولويات التنمية البشرية المستدامة للمجتمعات المحلية. وذلك من منطلق استمرارية دعم المؤسسات الأهلية والمجتمعية. وهكذا تم تقديم عرض مفصل حول أهداف البرنامج واستراتيجية عمله وكذا دواعي اهتمامه بمناطق الواحات.
الحاضرون من ممثلي المصالح المرافقة لوفد البرنامج، أثنوا على المبادرة وعبروا عن استعدادهم للتنسيق والتعاون والعمل سويا قصد تحقيق الأهداف بشكل يجعل الساكنة في الوسط الواحي تحمي مجالها البيئي بشكل مستدام واستثمار هذا المجال لصالح هؤلاء.
النسيج الجمعوي الحاضر، والذي تجاوز أربعين مشاركة ومشاركا، عبر عن حس كبير بمسؤوليته تجاه مستقبل الواحة ووعي بالتحديات التي تهدد التوازن البيئي بالمنطقة وأجمعت التدخلات على ضرورة تظافر الجهود وتثمين المجهودات الفردية والجماعية للحفاظ على البيئة والمجال الواحي عموما.
يذكر أن اللقاء شهد تنظيم أربع ورشات أطرها تلة من المتخصصين وخلصت إلى مجموعة من التوصيات نجملها في ضرورة بعث وإحياء بعض الأعراف المحلية التي كانت سائدة فيما مضى بتنسيق مع السلطات المحلية، ومكنت من جعل الواحة وسطا متوازنا بامتياز على مدى قرون كثيرة، ثم ضرورة إدماج الشباب في النظم الجماعية التقليدية لتأمين تدبير أمثل لشؤون الواحة، علاوة على ضرورة استثمار مكنوزات البيئة الواحية لمواجهة التغيرات المناخية وربح ثقة البرامج ذات الاهتمام بالبيئة وبالتالي رهان السياحة الايكولوجية والتضامنية.
انتهى اللقاء بكلمة شكرت من خلالها رئيسة وفد البرنامج الأممي مجموع الحاضرين على تفاعلهم وحسهم، وأكدت أن الخطوة المقبلة ستهم ربط الاتصال بالمصالح الأخرى خاصة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، برنامج واحة تافيلالت والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت قصد بلورة تصور واضح لمشروع بيئي كبير من شأنه أن يجعل من واحة أفركلى مرجعا أساسيا في أدبيات المحافظة على البيئة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=15830