تعيش مدينة تزنيت، هذه الأيام، على وقع انتشار صفحة فايسبوكية تحمل اسم “تزنيت الواقع”، وتضم عددا من الصور لتلميذات يتابعن دراستهن بعدد من المؤسسات التعليمية، خصوصا الثانوية، وفاعلات جمعويات وأستاذات، في أوضاع خاصة، سواء بغرف نومهن، أو مع صديقاتهن في منسابات خاصة.
وأرفق “أدمين” الصفحة الصور بتعاليق تطعن في شرفهن وحياتهن الخاصىة وأسرهن، وحتى التعليقات من رواد الصفحة لم تخرج هي الأخرى عن هذه القاعدة، بحيث إن أغلبها عبارة عن سب وشتم وكلام نابي وقبيح، باستثناء بعض المعلقين الذين اكتفوا بوضع آيات من القرآن لتحذير “الأدمين”.
وبينما حجب “الأدمين” الصفحة هذه الأيام، بعد كثرة الشكايات، تناسلت عدة صفحات تحمل الاسم نفسه وصلت إلى حدود اليوم خمس صفحات، التي نشرت بدورها عددا من الصور تم الحصول عليها انطلاقا من الصفحات الخاصة بالضحايا، خصوصا الإناث، وما يوفره تطبيق “الواتساب” من خدمات لنقل الصور والفيديوهات بطريقة سريعة، بحيث أمطر المبحرون في النت الصفحة بصور خاصة لهن شبه عاريات.
وانتشرت الصفحات بسرعة وأصبحت حديث الشارع التزنيتي، وتسببت في مشاكل كبيرة، خصوصا للفتيات اللواتي ظهرن فيها، حيث أصبحن يعشن، حسب إفادات رعبا حقيقيا، علما أن بعض الأسر قررت منع بناتها من الدراسة بسبب ذلك.
وفي اتصال للموقع بسناء بوضاض، الفاعلة الجمعوية، وهي بالمناسبة إحدى الفتيات اللواتي اكتوَيْن بنار الصفحة، حين نشرت صورتها مرفقة بتعليق يتهمها بالدعارة والفساد، أشارت إلى أنها تقدمت بشكاية لوكيل الملك نتيجة ما لحقها من ضرر نفسي كبير، خصوصا مع العائلة وسكان المدينة، بعد نشر صورتها الشخصية التي أخذها أدمين الصفحة من حسابها الخاص في الفايسبوك، مضيفة أن ما جرى أثر في نفسيتها كثيرا، وأصبحت تعيش وضعا صعبا، ولم تستبعد أن تكون وراء الصفحة دوافع انتقامية بالدرجة الأولى، خصوصا في ظل تناسل الصفحات بعد حجب الصفحة الأولى.
وأضافت المتحدثة ذاتها أنها تلتمس من الدولة سن قوانين وفرض عقوبات على كل من يعبث بالأمور الشخصية للآخرين عبر الأنترنت، وذكرت أن شكايتها لاتزال بمكتب وكيل الملك، وسيتم تحويلها إلى الشرطة في مقبل الأيام.
وارتباطا بالموضوع، فقد أصدر مكتب فيدرالية جمعيات آباء وآولياء تلاميذ المؤسسات التعليمية بتزنيت بيانا يندد فيه بالصفحة، وما تسببت فيه من احتقان في صفوف الأسر وأبنائها والمؤسسات التعليمية، محملة المسؤولية للسلطات الأمنية، التي يجب أن تتحرك لوقف ما تتعرض له التلميذات من اعتداء من طرف مجهولين.
وقال علي فنيش، أمين الفيدرالية الإقليمية لجمعيات آباء وآولياء تلاميذ المؤسسات التعليمية بتزنيت ورئيس جمعية مبادرات من أجل الطالب، إن الفديرالية تعاملت مع القضية نفسها عام 2011، حين ظهرت صفحة مشابهة تطعن في شرف فيتات المدينة، مما حذا بها إلى تنظيم حملة واسعة على الصعيد الإقليمي للتعريف بمخاطر الدردشة والوسائل التي تسعمل حينها، خصوصا “سكايب”. أما اليوم، يضيف المتحدث ذاته، ظهرت وسائط اتصال جديدة يمكن أن تتسبب في مشاكل عائلية قد تعصف بمستقبل الفتيات ضحايا الصور الفاضحة والتعليقات الخادشة للحياء.
المصدر : https://tinghir.info/?p=15389