كاد المعلم أن يكون رسولا

admin
اقلام حرة
admin26 يناير 2016
كاد المعلم أن يكون رسولا
سعد الزين

بسم الله الرحمان الرحيم، تشهد الساحة المغربية توترا كبيرا أخاف الجهات الحاكمة ، التي هي الآن تترقب وتنتظر لحظة الانفجار الشعبي وتستعد له بكل ما تملك من وسائل القمع والترهيب وهذا ما سنتحدث عنه بإيجاز في هذا الموضوع .

فما سبب هذا التوتر ؟

وكيف تتصدى الدولة له ؟

هل يمكن أن يتكلم الغضب المكنون في صدر الشعب بعد صبر طويل؟

  سبب التوتر الملحوظ في الوسط المغربي هو المرسومين المشئومين ر قم 588 – 15 – 2 و رقم 2.15.589 الذي بموجبهما 

– سيتم تقليص منحة الطلبة الأساتذة من 2450 درهم إلى 1200 درهم 
– وسيتم بموجبه أيضا إلغاء التوظيف المباشر بعد التخرج من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ، حيث سيتم فقط منح شهادة للذين ولجوا المراكز الجهوية في انتظار صدور مذكرة التوظيف في سلك التعليم .

فهذه هي سياسة الدولة الجديدة التي تسير نحو تهميش القطاع العام من الوظيفة وخاصة قطاع التعليم الذي أصبح طامة كبرى في هذا البلد نتيجة للسياسة الفاشلة للدولة اتجاهه، ولكن إن نظرنا في هذا الأمر سنجده مقصود ومخطط له حيث يقول ابن كيران في أحد تصريحاته بكل جرأة حول هذا القطاع (الله غالب) وهذا يبين لنا أن الدولة تريد رفع يدها تماما عن التعليم العمومي وزاد البرهان على هذا الأمر بما نراه وأصبحنا نعيشه يوميا هو قمع الأساتذة المتدربون بشكل فضيع لا لشيء إلا لأنهم احتجوا على على هذين المرسومين بشكل سلمي.

فالسياسة العامة للدولة التي تسير عليها في إطار قمع التظاهرات السلمية بدأت تعود لأصلها فالفأر مهما اختبأ يخرج من غاره،فالدولة خلال سنة 2015 سجلت خروقات كثيرة في الجانب القمعي من قمع حفلات عامة ووقفات حتى المساجد قامت بقمعها خلال الإعتكافات التي منعت المواطنين منها، والآن جاء الدور على معلمنا وأستاذنا الذي من المنتظر أن يكون محترما و له كرامته كيف لا وهو من ينشأ ويربي أبنائنا وأجيالنا ، الآن نجده ممزق اللحم محطم الجمجمة مغمى عليه وسط دمائه و يضرب من طرف واحد ربما لا يحمل حتى شهادة الباكالوريا هذا الأخير يضرب الدكتور والأستاذ. وأصبح المكرم والمعزز في الدولة هو من دخل إلى وكر الدولة و أعلن الخضوع لها وسكت عن الظلم ونهب الشعب، وكذلك المهرجون و أبواق المخزن من مغنيين وممثلين هم من تعلق لهم الأوسمة وتمنح له المنح السخية هنا تذهب أموال الشعب المفقر، أما الأستاذ في نظر هذه السياسة المقيتة هو المجرم ، علما أن المجرمين الحقيقيين تلقى لهم التحية صباح مساء.

وحسب الظروف التي يعيشها وسطنا المغربي لا على المستوى السياسي ولا الاقتصادي ولا القضائي ولا الثقافي ….فإن الشارع مستعد في أي لحظة لانفجار قوي لأن القمع لا يتعرض له الأساتذة المتدربون فقط بل يتعرض له كل فرد في هذه البلاد فالطالب يقمع في طلب علمه وطلب حقه والتاجر يقمع بفواتير الماء والكهرباء والكراء والمصاريف اليومية و حاجيات الأولاد والضرائب التي تنوعت وأصبحت كحقل من الشوك وزد على ذلك، إذن فالشارع الآن في بداية المخاض الشعبي وكلما طال المخاض كلما زاد الألم.

وأقول لرئيس الحكومة المحكوم لطالما تبجحت بأنك ابن الشعب وتريد مصلحة البلاد فأين هي خطاباتك وهتافاتك هل ذابت مع حرارة دواليب الحكم الذي ليس لك فيه إلا الوجه الحديدي المتجرأ على أبناء الشعب قلت في أحد حواراتك أنك لا تغير قبعتك تبقى في صفت واحد وقلت عند توليك الرئاسة في فترة تشكيل الحكومة(الله يخلينا فسباغتنا)  أين هي هذه الشعارات، فأقول لك يابن كيران تحمل كافة المسؤولية فيما يقع من قمع على مختلف شرائح المجتمع وخاصة حدث الساعة وهو ملف الأساتذة المتدربون ولديك فرصت لتصلح ما فاتك وهي توبتك بتقديم استقالتك وإلا فتحمل أوزار هذا الشعب غدا يوم القيامة.

المصدرسعد الزين

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.