صنف خبراء التنمية والتدبير الاستراتيجي الثقافة ضمن أهم العوامل الأساسية التي تساهم في تحقيق الاستراتيجيات التنموية، ومن ابرز الرافعات التي تنخرط في تطوير الاقتصاد بكل قطاعاته، والرفع من معدلات النمو الوطني. وهو ما أهلها لتحضى بالاهتمام الشديد في مجال التخطيط والتدبير والتقويم. وبالتالي إعطائها الأولوية ضمن اهتمامات الفاعلين على حساب الأبعاد والمكونات التنموية الأخرى.
بهذا المعنى، وفي سياق تقديم جمعية المهرجان للتربية والثقافة لمشروعها الثقافي السنوي 2016، وإيمانا منها بمفهوم الثقافة بما هي سمو معنوي وروحي وقيمي أصيل، وباعتبارها تغطي كل ما أنتجه الإنسان من فكر وإبداع وفن ومعتقدات وعادات وتقاليد وأعراف وطقوس، وما خلفه الإنسان من تراث وآثار مادية ولامادية، فان قناعتنا بضرورة أن يكون الفاعل على مستوى مهم من “النمو الثقافي”، يُوسَم شرطا ضروريا لإمكانية مساهمته في التنمية المستدامة والمندمجة في مختلف مساراتها.
هذا وإذا كانت الثقافة عنصرا أساسيا في بنية المجتمع، وديناميةً مهمة وأساسية داخل كيانه، فان ملازمتها للتنميةبوصفتها عملية مركبة وشاملة تتعدى مجرى النمو الاقتصادي والاجتماعي وتقوم على أساس توظيف كافة الجهود لتوسيع مجالات النشاط الإنساني، وتعزيز قدراته لكي يكون مثقفا عضويا يتماهى وقضايا التنمية الثقافية وهمومها.
تلك التنمية الثقافية التي تتناغم وموكب التقدم والحداثة، وتناهض انتشار الفكر التقلداني وسطوته على الجماهير البسيطة في خضم منظومة تعليمية هيمنت عليها المناهج التلقينية وغيبت المناهج النقدية الحديثة.
ضمن هذه السياقات، وفي سياق تنزيل المقاربة الترابية الجديدة المبنية على الجهوية الموسعة، وما تتطلبه من مقاربة مندمجة تجعل التنمية الثقافية أُسها الذي لا محيد عنه، وفي إطار مقاربة شمولية تجعل من التنوع والخصوصية مرتكزين أساسين لبلورة طبيعة المثقف الذي نريده مشتغلا ومنشغلا بهموم وقضايا التنمية الثقافية التي تستجيب لنبض المجتمع والمجتمع المدني، تفتتح جمعية المهرجان للتربية والثقافة موسمها بمشروع تضعه للمناقشة والاغناء في سياق هذه الندوة التي تنظمها تحت عنوان:
“التنمية الثقافية بواحة فركلة،بين الكائن والممكن”
والتي ينشط محاورها السادة الأساتذة:
- الأستاذ مبارك ايت القايد المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بالرشيدية .
- الأستاذ والباحث الانتربلوجي زايد اوشنا .
- الأستاذة الأديبة بشرى السعيدي عضو مجلس جهة درعة تافيلالت.
المصدر : https://tinghir.info/?p=15359