بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء ، وتحت إشراف عامل الإقليم السيد ” لحسن أغجدام ” خلدت مدينة تنغير ،يوم 06 نونبر 2014 ، على غرار كل مدن المملكة ، هذه الملحمة التاريخية و السياسية الكبرى ، بمقر عمالة إقليم تنغير ، وبحضور شخصيات أمنية ؛ إدارية ؛سياسية ؛ثقافية ؛ إعلامية …هامة ، إذ تم مباشرة بعد تحية العلم ، وفي إطار الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العزيزة ، وبتنسيق مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، صبيحة نفس اليوم ، الإشراف على مجموعة من المشاريع الممولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكل من قطاع التعليم ؛ الصحة ؛ النقل المدرسي ، برسم سنة 2014 بإقليم تنغير ، إضافة إلى تدشين إعدادية غليل التي أطلق عليها اسم ” نواة إعدادية تغزوت نايت عطا بغليل ” ، بمساحة تقدر ب 10000م مربع ، وبمبلغ مالي قدره 3 ملايين درهما ، و ترصد المعطيات التالية ، التي توصلت – جريدة تنغير أنفو الإخبارية – ، بنسخ منها ، مختلف هذه المشاريع والاوراش الكبرى بالإقليم ، عير الروابط الآتية :
http://tinghir.info/up
ليتم الاستماع و مواكبة الخطاب الملكي السامي ، على الساعة الثامنة و النصف مساءا ، بمقر العمالة ، وبعد تلاوة لآيات كريمة من الذكر الحكيم ، واستعراض لكل من كلمتي المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، وجمعية متطوعي المسيرة الخضراء بإقليم تنغير،- احتفظت الجريدة بنسخ منها – ، حيث ألقى القيم على الفضاء
التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بتنغير السيد ” محمد مكظوم ” ، الكلمة الأولى ، وكانت بعد تصرف الجريدة كالآتي:
نص كلمة المناسبة
للذكرى 39 للمسيرة الخضراء المظفرة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
السيد العامل ،
السيد رئيس المجلس الاقليمي،
السادة البرلمانيون نوابا ومستشارين،
السادة رؤساء المجالس المنتخبة والمنتخبون،
السادة أعضاء الهيئة القضائية ورجال السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية ورؤســــاء المصالح الإقليمية،
السيدات والسادة نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير،
السادة ممثلو الهيئات السياسية والمنظمات النقابية والحقوقية ونشطاء المجتمع المدني،
الحضور الكريم،
يخلد الشعب المغربي وفي طليعته أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير من طنجة إلى الكويرة في هذا اليوم المبارك، الذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعها موحد البلاد وباني المغرب الحديث جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه من اجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.
إن هذا الحدث التاريخي الوازن والمتميز كان له الوقع الكبير في الساحة الوطنية والدولية وشد في حينه أنظار العالم واستأثر باهتمام وسائل الإعلام الدولية باعتباره نهجا حكيما وأسلوبا رصينا وخيارا سلميا استثنائيا اعتمدته المملكة المغربية لاسترجاع حقها المشروع في سيادتها على جزء من ترابها المقدس الذي ظل لعدة عقود تحت الاحتلال الأجنبي إلى ان خلصته منه المسيرة الخضراء، مسيرة فتح الغراء.
إن تاريخ المغرب التليد يطفح بالمحطات النضالية التي تشهد على مناهضة أبنائه ورفضهم للوجود الاستعماري ومواجهتهم للأطماع الأجنبية منذ فرض الحماية وتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط الوطن والحماية الاسبانية بشماله وجنوبه ومنطقة طنجة التي تم إخضاعها لنظام
حكم دولي.
امام اوضاع التقسيم والتجزئة للكيان الوطني، اتخذ الكفاح الوطني في سبيل الحرية واستكمال الاستقلال مسارا متواصل الحلقات ومتعدد الأشكال والصيغ. فمن الانتفاضات الشعبية إلى النضال السياسي، فالمقاومة الفدائية وانطلاق عمليات جيش التحرير إلى أن تحقق النصر المبين بعودة بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله مثواه إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955 وإعلانه رحمه الله إنهاء عهد الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال. غير أن بقاء أجزاء من التراب الوطني تحت النفوذ الأجنبي فرض على المغرب مواصلة مسيرة التحرير والكفاح لاسترجاعها بالأساليب والوسائل التي تقرها القوانين والأعراف الأممية.
وهكذا جسد انطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي سنة 1956 إشارة قوية تعكس عزم المغرب وإصراره على استعادة الأجزاء المغتصبة من أرضه.
وفي هذا المضمار كانت ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب مسرحا لمعارك ضارية خاضتها طلائع جيش التحرير ضد قوات الاحتلال وأظهر فيها المقاومون والمناضلون المنحدرون من كافة مناطق الوطن الذين التحموا مع إخوانهم أبناء الصحراء المغربية، روحا نضالية عالية وشجاعة نادرة وقدرة على الصمود والمواجهة مكنتهم من دحر جيوش الاستعمار المدججة بأحدث الأسلحة والعتاد المتطور، مما اضطر القيادة العسكرية الاسبانية إلى التحالف مع نظيرتها الفرنسية فيما سمي بعملية إيكوفيون لإنقاذ قواتها من الضربات الموجعة والهجومات الضارية لجيش التحرير المجاهد ومحقق الفتوحات والانتصارات.
وقد ظل بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه يؤكد عزم المغرب على تحرير صحرائه في كل مناسبة. كما شدد على ذلك في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 لدى استقبال جلالته وفود ممثلي وأعيان وأبناء القبائل الصحراوية الذين حضروا لتجديد البيعة للملك المجاهد وإعلان تمسكهم بالمقدسات والثوابت الوطنية. وهكذا تكللت جهود جلالته قدس الله روحه باسترجاع منطقة طرفاية سنة 1958 ثم استعادة مدينة سيدي افني إلى الوطن سنة 1969 في عهد جلالة المغفور له جلالة الحسن الثاني رحمة الله عليه.
الحضور الكريم ،
بعد اعتراف محكمة العدل الدولية بحق المغرب في صحرائه سنة 1975 وتأكيدها وجود روابط بيعة متجذرة بين أبناء الصحراء والعرش المغربي، أعلن المغفور له جلالة الحسن الثاني عن تنظيم أكبر مسيرة سلمية وحضارية في التاريخ نحو أقاليمنا الصحراوية بمشاركة 350 ألف متطوع 10% منهم نساء.
وغذاة الخطاب الملكي السامي يوم 16 أكتوبر 1975 الذي أعلن فيه طيب الله مثواه تنظيم المسيرة الخضراء، شهدت مكاتب التسجيل إقبالا منقطع النظير من جموع المواطنين الراغبين في إدراج أسمائهم ضمن قوائم المتطوعين لنيل شرف صنع هذا الحدث التاريخي مما جعل عملية التسجيل تنتهي أياما قليلة بعد فتحها إثر استكمال العدد المحدد للمتطوعين والمشاركين الذين فاق كل التوقعات لأعداد الراغبين في الالتحاق بإخوانهم من سكان وأبناء الاقاليم الجنوبية لإحياء صلة الرحم والاعتزاز بالانتماء للوطن.
وفي 6 نونبر 1975، انطلقت حشود المتطوعين بنظام بديع وانضباط كبير أثار إعجاب وتقدير المراقبين، لقد كانت هذه الجموع حاملة نسخا من المصحف الكريم والأعلام الوطنية، وجهتها الصحراء المغربية محطمة الحدود الوهمية التي فرقتها لعدة عقود عن أهلها وذويها بهذه الأقاليم العزيزة المتشبثة على الدوام بمغربيتها وجذورها ومقوماتها والمتمسكة بروابط البيعة التي تجمعها بملوك الدوحة العلوية الشريفة.
لقد جسدت المسيرة الخضراء المظفرة تلاحم صفوف الشعب المغربي والتفافه حول العرش العلوي المنيف صانع أمجاد الوطن وضامن وحدة الأمة. كما أبرز هذا الحدث التاريخي الخالد الغيرة القوية للمغاربة على مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية وإيمانهم الراسخ بعدالة القضية التي هبوا للدفاع عنها واسترخصوا الغالي والنفيس وبرهنوا عن اوج مظاهر التضحية والاستشهاد في سبيل استكمال الوحدة الترابية والذود عن حمى الوطن وحياضه.
وقد غدت بلادنا بمناسبة هذا الحدث الجيلي والنوعي، قبلة لوسائل الإعلام الدولية ووكالات الأنباء وقنوات التلفزيون التي واكبت بتغطياتها أطوار المسيرة الخضراء منذ انطلاقتها واستفاضت في إعداد تقارير إخبارية يومية عن المراحل التي قطعتها حشود المتطوعين في طريقها إلى الأقاليم الصحراوية وإبراز مظاهر حماس المواطنين وتعبئتهم الشاملة واستجابتهم التلقائية للنداء الملكي السامي إلى حين الإعلان عن تحقيق الهدف المنشود، بعد استرجاع المغرب أقاليمه الصحراوية من قبضة الاحتلال الأجنبي لتنضم إلى الوطن الأب حيث سيتم إجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية في 28 فبراير 1976 ليرفرف العلم المغربي في سماء عيون الساقية الحمراء ثم ليتحقق استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979 ويكتمل بذلك توحيد شمال المملكة بجنوبها والانغمار في مسيرة البناء والنماء بالأقاليم الصحراوية التي تشهد منذ استعادتها نهضة اقتصادية واجتماعية وعمرانية وبشرية وثقافية رائدة وغير مسبوقة.
الحضور الكريم ،
إننا نستحضر بهذه المناسبة الغالية الجهاد المقدس والملاحم البطولية التي خاض غمارها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف من اجل الحرية والعزة والكرامة واستكمال الوحدة الترابية، لذلك يحق لنا الاعتزاز بهذه المكارم والمفاخر واستلهام ما يختزنه موروثنا النضالي من دروس وعبر ما أحوج الأجيال الجديدة والناشئة إلى النهل من ينابيعها الفياضة والاغتراف من معينها المتدفق والاهتداء بما يزخر به تاريخنا التليد من قيم ومثل عليا وعظات عميقة ومن معاني ودلالات معطرة لمسيرات الحاضر والمستقبل. وإننا لمدعوون لتثبيت مكاسبنا الوطنية وصيانة وحدتنا الترابية بقيادة عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس أعزه الله الذي لا يألو جهدا ولا يدخر وسعا في سبيل بناء صروح المغرب الحديث وتأهيله لمواجهة تحديات الألفية الثالثة وربح رهانات التنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة والحفاظ على الاصالة والهوية الوطنية وتحصين الذات المغربية .
وإن أسرة المقاومة وجيش التحرير وهي تخلد الذكرى 39 للمسيرة الخضراء المظفرة في أجواء من الحماس الوطني والتعبئة الشاملة، لتجدد آيات ولائها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد، وتؤكد تجندها التام تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله دفاعا عن الصحراء المغربية، وتثبيت الوحدة الترابية لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة. كما تثمن عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية في ظل السيادة الوطنية والتي تحظى باستحسان المنتظم الأممي ويعتبرها المحللون والمراقبون آلية ديموقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية والذي يسعى خصــوم وحدتنا الترابية يائسين لتأبيـده ضـدا علـى الحقائق التاريخية التـي تشهــد علـى أن الصحـراء كانت مغربية وستظل مغربية إلى أن يـرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
وفي هذا السياق، نجدد مواقفنا المبدئية والثابتة من أطروحة الانفصال التي انكشفت خلفياتها بعد انفضاح الاطماع التوسعية والنوايا الخسيسة لخصوم وحدتنا الترابية أمام الرأي العام الدولي، ضاربين عرض الحائط بروابط اللغة والدم والكفاح المشترك وما تستلزمه هذه الوشائج العميقة من توطيد لأواصر التعاون والتضامن وتمتين لوحدة الصف ونبذ للحسابات السياسية والمصالح الضيقة والدفع في اتجاه كسب رهانات التكامل والتنمية والاندماج الاقتصادي والعمل على بناء المنطقة المغاربية التي تتطلع شعوبها إلى التعاون البيني والعمل المشترك منذ عدة عقود.
وفي هذا المضمار، نستشهد بما ورد في الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى 15 لاعتلاء جلالته عرش اسلافه المنعمين ”فقضية الصحراء، كما سبق أن أكدت أكثر من مرة، هي قضية كل المغاربة وأمانة في أعناقنا جميعا وفي هذا الإطار، نجدد الدعوة لمواصلة اليقظة والتعبئة الجماعية، واتخاذ المبادرات اللازمة، لاستباق مناورات الخصوم، فلا مجال للانتظار أو التواكل، ولردود الفعل. كما نؤكد التزامنا بمبادرتنا بتخويل أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا، وهي المبادرة التي أكد مجلس الأمن مرة أخرى، في قراره الأخير، جديتها ومصداقيتها. غير أننا لن نرهن مستقبل المنطقة، بل سنواصل أوراش التنمية والتحديث بها، وخاصة من خلال المضي قدما في تفعيل النموذج التنموي لأقاليمنا الجنوبية، بما يقوم عليه من مقاربة تشاركية، وحكامة جيدة، ومن برامج متكاملة ومتعددة الأبعاد، كفيلة بتحقيق التنمية المندمجة ”انتهى المقتطف من الخطاب الملكي السامي.
كما ابرز جلالته حفظه الله في خطابه بمناسبة الذكرى 61 لملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة على أن قضية وحدتنا الترابية وكل القضايا الوطنية مسؤولية الجميع حيث قال أعزه الله : ” فالوطن للجميع، ومن واجب كل المغاربة، فرادى وجماعات، أن يواصلوا انخراطهم، بعزم وثبات، في الدفاع عن وحدة بلدهم، والنهوض بتنميته” انتهى المقتطف من الخطاب الملكي السامي.
والمناسبة سانحة لاستحضار ما أعلن عنه الخطاب السامي لافتتاح الدورة البرلمانية الثالثة للسنة التشريعية التاسعة والذي حمل اشارات قوية ورسائل بليغة في واجب الاعتزاز بالوطن والتشبت بقيم الوطنية الحقة والمواطنة الصالحة والملتزمة حيث أكد جلالته عليه بقوله : ” … وأنتم أيضا ، يجب أن تعبروا عن هذا الاعتزاز بالوطن، وأن تجسدوه كل يوم، وفي كل لحظة، في عملكم وتعاملكم، وفي خطاباتكم، وفي بيوتكم، وفي القيام بمسؤولياتكم .
ولمن لا يدرك معنى حب الوطن، ويحمد الله تعالى، على ما أعطاه لهذا البلد، أقول: تابعوا ما يقع في العديد من دول المنطقة، فإن في ذلك عبرة لمن يعتبر. أما المغرب فسيواصل طريقه بثقة للحاق بالدول الصاعدة.
إن هذا الاعتزاز بالانتماء للمغرب هو شعور وطني صادق ينبغي أن يحس به جميع المغاربة.
إنه شعور لا يباع ولا يشترى، ولا يسقط من السماء. بل هو إحساس نبيل، نابع من القلب، عماده حسن التربية، على حب الوطن وعلى مكارم الأخلاق. إنه إحساس يكبر مع المواطن، ويعمق إيمانه وارتباطه بوطنه “. انتهى المقتطف من الخطاب الملكي السامي .
ولا يفوتنا في ختام هذه الكلمة التوجه بتحية إكبار وتقدير لضباط وضباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية على ما يبذلونه من جهود جبارة ونضالات متواصلة في سبيل استتباب الأمن والاستقرار بأقاليمنا الصحراوية المسترجعة وللحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
رحم الله شهداءنا الأبرار، شهداء الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية وشرفاء الوطن، وفي طليعتهم بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى ووارث سره مبدع المسيرة الخضراء وموحد البلاد جلالة المغفور له الحسن الثاني رضوان الله عليهما، وأن يحفظ بالسبع المثاني والقرآن الكريم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويسدل عليه أردية الصحة والعافية ويحقق به وعلى يديه ما يصبو إليه وينشده شعبنا ووطننا من بناء ونماء وتقدم وازدهار، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة والشعب المغربي قاطبة.
انه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وانه نعم المولى ونعم النصير
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعده كلمـــــة رئيس جمعية متطوعي المسيرة الخضراء – إقليم تنغير السيد ” علي بن لحسن ” ، الذي كانت كلمته ، بدورها كالآتي :
كلمـــــة جمعية متطوعي المسيرة الخضراء إقليم تنغير
بســــــم الله الرحمان الرحــــيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه.
سيدي عامل صاحب الجلالة على إقليم تنغير، أيها الحضور الكريم، بمناسبة الذكرى 39 لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة يسعدني أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع المتطوعين والمتطوعات الّذين شرفوا إقليمنا الحبيب بمشاركتهم الفعالة في تلك المعلمة التاريخية العظيمة التي شهد العالم أجمع بعظمتها وعبقرية مبدعها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه. يسعدني أن أتقدم إلى سيادتكم السامية بتشكراتنا الصادقة لهذه الفرصة التي أتحتم لنا لنقف أمامكم ونستحضر ذكريات المجد والبطولة. سيدي العامل، أيها السادة، كما تعلمون وفي الـ 16 أكتوبر عام 1975 يوم صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية “بـ لاهاي” لصالح المغرب قرر جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه تحرير أراضينا المغتصبة بطريقة سلمية فريدة من نوعها في التاريخ وهي المسيرة الخضراء وحدد جلالته عدد المشاركين فيها في 350 ألف متطوع ومتطوعة موزعين على أقاليم المملكة المغربية من طنجة إلى طرفاية. وابتداءً من يوم 21 من نفس الشهر بدأت وفود الأقاليم تصل تباعاً على مدينة العبور طرفاية حيث نصبت المخيمات لإقامة المتطوعين وكل إقليم يدير نفسه بنفسه وفق برنامج محكم وبَنَّاء والكل ينتظر يوم الزحف الأكبر لنصل الرحم مع إخواننا في الصحراء. وفي يوم 5 نونبر 1975 أمرنا جلالة المغفور له باجتياز الحدود الوهمية في خطابه التاريخي والذي قال فيه “غذاً إن شاء الله ستخترقون الحدود .. غذاً إن شاء الله ستنطلق المسيرة .. غذاً إن شاء الله ستطئون أرضاً من أراضيكم، وستلمسون رمالاً من رمالكم، وستقبلون أرضاً من وطنكم الغزيز” – مقتطف من الخطاب الملكي.
وفي تمام الساعة الواحدة صباح يوم الخميس 6 نونبر 1975 توجهنا على مثن الشاحنات إلى الحدود الوهمية حيث قضينا ما تبقى من تلك الليلة وفي تمام الساعة التاسعة والنصف 9:30 وصل السيد أحمد عصمان الوزير الأول في حكومة صاحب الجلالة آنذاك والوفد المرافق له ووفود من دول شقيقة وصديقة جاؤوا لمؤازرة المملكة المغربية في استرجاع صحراءنا. وفي تمام الساعة 10:10 دقائق أعطى السيد أحمد عصمان الانطلاقة للمسيرة باسم الله وباسم جلالة الملك وقمنا باجتياز الحدود الوهمية على الرغم من أن اسبانيا أعلنت بعد الخطاب الملكي السامي أنها لن تسمح لأي مواطن باجتياز الحدود ولكن إرادتنا وعزيمتنا وإيماننا بالله وبولي أمرنا لم نولي التهديد الاسباني أي اهتمام لأن طاعة أولياء الأمور واجبة على كل مسلم لقوله تعالى في سورة النساء الآية 59: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ” – صدق الله العظيم . وكنا نسير بنظام وانتظام وكل شيء على ما يرام إلى حدود الساعة 11:40 حيث فوجئنا بأربع طائرات اسبانية تحلق فوق رؤوسنا ثارة وشمالا وجنوباً ثـارة أخرى ويأمروننا بالتوقف والرجوع إلى منطلقنا. لكن عزيمتنا أقوى من طائراتهم واستمر هذا التهديد مدة 25 دقيقة حيث في تمام الساعة 12:05 دقائق زوالاً أمرنا المسؤولون عن المسيرة بالتوقف والجلوس على الأرض لأن الإسبان صوبوا أسلحتهم نحو المتطوعين ومرة أخرى أطعنا الأوامر وتوقفنا وجلسنا على الأرض إلى حدود الساعة 01:50 دقيقة حيث أُمرنا بمتابعة مسيرتنا إلى أن وصلنا إلى مشارف “وادي الطّاح” حيث قطعنا مسافة 22.5 كلم مشياً على الأقدام ووجدنا أمامنا مرة أخرى حاجز الجيش الاسباني وأمرونا بالتوقف وعدم متابع السير وقمنا بتنصيب الخيام لنقيم فوق أراضينا المحررة. وصباح يوم الجمعة 7 نونبر شرفنا جلالة المغفور له بإقامة صلاة الجمعة بالمخيم الذي نحن فيه. ومساء يوم الأحد 9 نونبر أمرنا جلالة المغفور له بالرجوع إلى منطلقنا لنعود فيما بعد إلى ديارنا.
إننا نعتز ونفتخر بمساهمتنا الفعالة في قضيتنا الوطنية الأولى بهذه المناسبة السعيدة نجدد ولاءنا وإخلاصنا وتجندنا الدائــم وراء جلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره وملتزمون بقسم المسيرة الذي في عنقنا. إننا بفضل الله والسياسة الحكيمة والرشيدة لجلالة الملك يعيش المغرب ولله الحمد في أمن وأمان.
سيدي العامل، أيها الحضور الكريم، في هذا اليوم السعيد وفي هذه الذكرى الخالدة أناشد جميع سكان إقليم تنغير شيباً وشباباً ذكوراً وإناثاً علينا جميعاً أن نحمد الله ونشكره جل وعلا ونشكر الشكر الجزيل جلالة الملك أيده الله ونصره، على عنايته الخاصة بإقليمنا الحبيب كما نسأل الله العلي القدير أن يوفقكم، سيدي العامل، ومساعديكم المقربين وأعوانكم المخلصين وأن يكلل أعمالكم بالتوفيق والنجاح ويجعلكم وإيانا عند حسن ظن جلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره نرجوا الله العلي القدير أن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم وأن يقر عين جلالته بولي عهده المحبوب الأمير الجليل مولاي الحسن والأميرة الجليلة لالة خديجة وأن يشد أزر جلالته بشقيقه السعيد مولاي رشيد وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه نعم المولى ونعم النصير كما نتوجه إلى الباري جل وعلا أن يتغمد بواسع رحمته جميع الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لعزتنا وكرامتنا وحريتنا ورفعوا رايتنا خفاقة بين الأمم وعلى رأسهم بطل العروبة والاستقلال مولانا محمد الخامس ورفيقه في الكفاح ومبدع المسيرة الخضراء مولانا الحسن الثاني رضوان الله عليهما وأبطال المقاومة وجيش التحرير وظباط وظباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية وإخواننا المتطوعين والمتطوعات الذين شاركوا معنا وجميع موتانا وأموات المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله.
وفي الختام ، تفضل رئيس المجلس العلمي المحلي لتنغير ، بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين ، ودعوة كل الحضور لصلاة الاستسقاء ، ليوم غذه الجمعة ، على الساعة التاسعة صباحا ، لطلب الغيث .
تقرير : رجب ماشيشي / نورالدين بن لحسن
كاميرا و تصوير : حمزة الحاميدي / ياسين بن لحسن
المصدر : https://tinghir.info/?p=1517