سؤال مشروع هذا الذي طرحه ويطرحه العديد من متتبعي الشأن العام الوطني، هل حدث أن سجل إضراب واحد لأساتذة التعليم ببلادنا في سبيل نقذ الذات ومستوى التعليم بعد تذيل المغرب لتصنيف جودة التعليم وفشل المنظومة التربوية عامة، حتى أصبحت غزة أحسن منا في التعليم رغم ما تعانيها من حصار وحرب ودمار.
من يوم ما وعيت نفسي بهذا البلد الحبيب وأنا أسمع عن إضراب تلو إضراب وعطلة تلو عطلة في مجال التعليم، فرجل التعليم يعمل فقط 4 ساعات عوض 8 المعمول بها في جميع القطاعات، رجل التعليم ببلادي رجل فوق العادة يستفيد من ثلاث عطل في السنة وينتمى لنقابات قوية في شيئ واحد هو مراكمة المكتسبات والامتيازات واحدة تلو الأخرى متذعرين بكون المعلم باني جيل الغد وكاد أن يكون رسولا… لكن ألم نسائل يوما هذا المعلم عن واجبه بعد أن استوفى جميع حقوقه، ألم نسائله يوما عن هذا الجيل المشوه والمعوق فكريا ومعرفيا وتربويا الذي يصدرون لهذا الوطن عاما تلو آخر.
هنا أفهم استماتة الأساتذة المتدربين في قتالهم لضمان هذا الامتياز المجتمعي، وهنا أفهم لماذا يستعملون الوسائل المشروعة والغير المشروعة للوصول إلى مبتغاهم، وهنا أفهم لم قبلوا التحالف مع الشيطان نفسه في سبيل فرض الريع القطاعي على الدولة دون قطاعات أخرى كالصحة والمهندسين …
فهؤلاء الذين وقعوا يوم دخولهم معاهد التكوين على عقد تكوين وتدريب عن طيب خاطر ثم ينقلبوا على التزامهم ويطالبوا بغير ما التزموا به، ماذا نسمي ذلك، زعما قولبوا الدولة، إنهم يعطون أول درس في النفاق والأنانية حتى قبل أن يلجوا حجرات التربية والتعليم.
ثم ألم يتفق الجميع أن التوظيف المباشر انتهى، وأن المباراة حق وواجب وهي الطريق الأوحد والوحيد نحو الوظيفة العمومية، بماذا أنتم أحسن من باقي فئات الشعب وأولاد الشعب وفي جميع القطاعات العمومية الذين يتنقلون من مدينة إلى أخرى لاجتياز مباريات التوظيف، أم أن ريع التعليم وقلعته حصينة وأنكم مواطنون من درجة أولى والباقي “حرطتني”.
هل دروسكم في خرق القانون ومقاطعة الدراسة وتجييش التلاميذ القاصرين والتحالف مع الحركات المتطرفة والراديكالية في المجتمع هي التي ستكون لنا تلميذ وطالب الغد، هل تزييف الوقائع والكذب وتصنع الإصابات ومنع فئة عريضة من الأساتذة المتدربين من ولوج قاعات الدراسة بالترهيب من طرف عملاء العدل والإحسان والنهج الديموقراطي وهلم جرا هي التي ستوصلكم إلى حل.
لا وألف لا، لا يمكن بأي حال من الأحوال التراجع للوراء فالمغرب دولة الحق والقانون، دولة المؤسسات التي قدم لأجلها الرعيل الأول من المناضلين الشرفاء الغالي والنفيس، وكل من سولت له نفسه تجاوز الخطوط الحمر والمس بالنظام العام أكيد يد العدالة والقانون لن تكبلها براباغوندا الإعلام ولا حتى شتى أنواع الابتزاز من أي جهة كانت، فالمغرب كان ولايزال وسيبقى قويا بملكه وشعبه ومؤسساته.
المصدر : https://tinghir.info/?p=15067