لن أغوص في أعماق هذه القضية ردءًا للإطناب او النبش في ذاكرة الأيام الخوالي بقدر ما سأركز على فترة الإعتصام وما تلاها من قيل وقال، بين متشجع طامح وفاشل خارت قواه وأمضى لنفسه عقدة العمل المضني بكل ترفع وأنفة وكبرياء، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
حينما يتعلق الأمر بالثوابث والصالح العام فأركان الشعوب تهتز وتلتئم الشمائل وتتماهى في إطار وطني إنساني لا حضور فيه للإيديولوجيات والمرجعيـــات الفكرية والسياسية وحتى العقدية ليصنع جسما منيعاً يقاوم ويتصدى لجميع عوامل التعرية التي تعصف من طرف المتربصين والمشوشين الذين لا وطنية في قواسمهم؛ ولا مبدأ الغيرية جال في ظلمات قلوبهم وحتى في الأوقات العصيبة حين يتعلق الأمر بالوحدة الترابية للوطن.
لقد لاحظت وربما معي الكثير مدى التهافت الشديد للبعض محاولة منهم لإحتواء الشكل النضالي الواكليمي أو الإنتساب إليه خصوصا حينما بدأتبوادر الإنفراج في البزوغ، هذا من طرف ذوي النيات الإنتخابية بطبيعة الحال.
فبين قائل أني إتصلت بفلان وقائل بأني لي علاقات مع علان وهو ما بمقدوره حل طلاسم هذه القضية الذي تزامن مع موسم الحج إلى الجنوب الشرقي بإعتباره سوق النخاسة على مستوى الإستبلاد الإنتخابي ومن يدعي عكس ذلك فليبرهن على حالة واحدة لزيارة أمين عام للجنوب في غير الإستحقاقات.
ليست لي حسابات مع أي طرف أياً كان سواء أولئك الذين ينظرون إلى إعتصامنا من وراء الستار وتقنية التعاويد الوهمية على الشباب المنظمين من طرف العدالة والتنمية الذين آلفو التباكي دون التفريق بين موقعهم السابق في الحكم ولا في المعارضة ” إتقان جيد سلس لدور الضحية ”.
ولا أولئك الذين طرحو قضيتنا في جلسة لمجلس المستشارين بعدما تيــقـنـوا بأن القضية بدأت في الإنفراج؛ إنها ببساطة التهافت للتبني. الله إرحم “سي حمد” حينما قال (مكغورك إيلا تشـعـلديـــس) فدواوير هؤلاء متخمة ومتعفنة بالمشاكل متباينة التلاوين فذوي القربى أولى كما يقول الفقهاء .
لم يتجرأ أحد على الظهور وسط المعتصمين تحت أشعة الشمس الحارقة ويعلن ملئ الفم بصوت جمهوري مرتفع تضامنه معنا كما فعل الأخ المناضل شنـــــوان أحيــيـــــه من هذا المنبر؛ بل يتحاشون الظهور مكتفين بالإتصال مع هذا الشخص أو ذاك للإطلاع على المستجدات ليوهم الجميع بأنه متضامن لا ينضب له جفن من أرجل هذه القضية.
هنا لا أحاكم النوايا وكل له ضمير؛ نشكر من تضامن ونعذر من لم يتضامن وأتمنى لجميع قضايا المواطن بأسامر الإنفراج وأن تصب الجهود في خدمة الصالح العــــــــام.
المصدر : https://tinghir.info/?p=14881