وأقيم معرض “رسم خارج الحدود” بمبادرة من المفوضية الأوروبية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وتحت رعاية مجموعة من المنظمات غير الحكومية على مدى خمسة أيام، وكان فرصة لاكتشاف رسائل خطها الأطفال بريشات نابضة بالحياة والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا.
وتعبّر كل اللوحات أو صور الجداريات المعروضة عن أمل وحلم هؤلاء الأطفال في حياة طبيعية، إذ يكشف عنوان إحدى الجداريات المعروضة “لننهض جميعا من بين الرماد” باختيار الطيور عن التعبير عن هذا المستقبل المنتظر، وكذلك “السلام يولد بداخلنا” كما تروي جدارية أخرى.
رسائل أمل
وتعد اللوحات الأكثر تعبيرا هي تلك الصور الملتقطة للأطفال وهم في حالة إبداع، حيث يتعاملون بجدية كبيرة مع هذه المهمة الشاقة الملقاة على عاتقهم لإرسال رسالة ملونة إلى العالم تصور شيئا من معاناتهم ومعاناة عائلاتهم.
ويقول ممثل اليونيسيف إيدي بوتمانس للجزيرة نت إنهم قاموا بتطوير سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى دعم أطفال اللاجئين السوريين من خلال ورش عمل فنية في المناطق التي يوجد فيها هؤلاء الأطفال مع عائلاتهم وفي مخيمات اللاجئين، وذلك كجزء من استجابة المنظمة لحالات الطوارئ، وبالتعاون مع منظمات متخصصة في مجال الفن.
وأضاف بوتمانس أن هذه الورش تسعى لمساعدة الأطفال في التعامل مع الألوان في البيئات الصعبة التي يعيشون فيها ومحاولة إتاحة الفرص لهم للعب والتعلم وتشجيع العلاقات السلمية بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
ويذكر ممثل منظمة “أكتد” للدعم الإنساني والتعاون الفني برتراند غالي للجزيرة نت أن الأطفال هم الضحايا الرئيسيون في هذه الأزمة المستمرة، وغالبا ما يعيشون في ظروف صعبة للغاية، مع محدودية فرص الوصول إلى المدارس والأماكن الآمنة للأطفال، وعلى المنظمات الإغاثية أن تستجيب لاحتياجات الفئات الضعيفة من السكان اللاجئين من خلال خدمات الحماية والحصول على المياه والنظافة الصحية والأنشطة التربوية ومناطق لعب آمنة، وأيضا من خلال الفن.
وأضاف غالي “يجب أن ننمي لدى الأطفال ملكة الإبداع حتى في واقعهم الصعب.. علينا أن نساعدهم على الحلم والأمل في مستقبل أفضل”.
ويسهر الفنانون المنضوون تحت لواء منظمة “أبت آرت” على العمل جنبا إلى جنب مع منظمات غير حكومية دولية في كردستان العراق مع الأطفال اللاجئين السوريين والأطفال النازحين من خلال تنظيم أنشطة ترفيهية وإبداعية في مناطق آمنة مخصصة للأطفال، بدعم من إدارة المساعدات الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية واليونيسيف.
وتقول الفنانة جمانة هوكان من منظمة “أبت آرت” للجزيرة نت إنه من خلال الفن والمعارض الفنية يمكن للأطفال التعبير عما يخالج أنفسهم واستعادة ما يشبه الحياة الطبيعية لهم كأطفال. ومع عدد من الفنانين والرسامين على الجدران يحاول الأطفال إعادة رسم بيئتهم من بنية تحتية في الملاجئ وخيام وأشياء من الحياة اليومية، معتبرة أن ذلك “محاولة للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء الأطفال من خلال رسائل هادفة رسمت بالألوان”.
وسيتنقل هذا المعرض بين مجموعة من المدن الأوروبية في محاولة لتعريف وتذكير الرأي العام الأوروبي بمعاناة الأطفال السوريين في الملاجئ والمنافي.
المصدر : https://tinghir.info/?p=1458