تم اليوم الاثنين 30نونبر 2015 بمدينة الرشيدية ، تقديم أهم محاور الرؤية الإستراتيجية لإصلاح التعليم (2015- 2030)، الهادفة إلى تحقيق تكافؤ الفرص والإنصاف والجودة والارتقاء الفردي والمجتمعي والتدبير الجيد لعملية الإصلاح التعليمي والتربوي عموما.
وفي كلمة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي التي ألقاها عضو المجلس عمر الصبيحي، خلال افتتاح أشغال اللقاء الجهوي بالرشيدية ، الذي يندرج ضمن اللقاءات المنظمة في كل جهات المملكة تحت شعار “الرؤية الإستراتيجية للإصلاح وسبل التفعيل”، أن اللقاء يروم ترسيخ المقاربة التشاركية مع الفاعلين في ميادين التربية والتكوين والبحث العلمي وشركاء المنظومة التربوية، وتمكين المعنيين من التعرف ومناقشة تدابير تطبيق الرؤية الإستراتيجية في إطار الحوار وتبادل الرأي.
وجاء في الكلمة اللقاء كذلك ، الذي حضرته فعاليات تربوية ومدنية واجتماعية واقتصادية وإعلامية وممثلو الهيئات المنتخبة عن مختلف مناطق جهة درعة تافلالت ، أن القيمة المضافة لهذه اللقاءات الجهوية هي أنها وعلاوة على تقديم رؤية الإصلاح تأخذ بمقاربة غير مسبوقة تتمثل في عرض المشاكل والمشاريع الأولية لتفعيلها في كل من وزارة التربية الوطنية و وزارة التعليم العالي ، والمجلس يتوخى في هذه الملتقيات بلوغ عدة أهداف في مقدمتها ترسيخ المقاربة التشاركية والتفعلية مع أكبر عدد من الفاعلين في ميادين التربية والتكوين وشركاء المنظومة التربوية وذلك برجوع المجلس الى القواعد من جديد لاطلاعها بالجديد عن المدرسة المغربية . التي أسهمت باقتراحات عديدة. والسعي أيضا إلى التعبئة حول الرؤية الإستراتيجية للإصلاح وسبل تفعيلها وتوفير فضاء للتعاون البناء بين كل المتدخلين من أجل إنجاح مشروع مدرسة الغد بمواصفات تراعي الشروط التنموية والحاجيات المستقبلية وتصون كرامة المتمدرسين والأطر التربوية
من جهته أكد السيد عبد الكبير بلوش . عضو المجلس في عرضه حول الرؤية الإستراتيجية للإصلاح أن : اللقاءات الجهوية التي من خلالها وقف المجلس عند مجموعة من الاقتراحات ، و وقف أيضا عند الاختلالات البنيوية والتنظيمية التي أخذها المجلس بعين الاعتبار ، مضيفا أن هذه الرؤية ، من خلالها المجلس لا يدعي بأنها شاملة كاملة حاسمة ومانعة وحاكمة ، وإنما هي رؤية يقول السيد العارض : قابلة للتنزيل والأجرة ، لأنها تتسم أولا بالمرونة والإعمال التدريجي في إطار التقييمات التي قد تقع.
واللقاء يشكل أيضا ، فرصة للتأكيد على دور الجماعات الترابية خاصة في إطار الجهوية المتقدمة، من أجل بذل مجهود جماعي نوعي لتعميم منصف للتعليم والرفع من جودته ومردوديته وتطوير أدائه، وكذا تطوير بنيات البحث العلمي ودعمها وتحفيز القيمين عليها على الإبداع والابتكار بما يخدم مسار التنمية بالمغرب.
وشدد على أن إنجاح الرؤية الإستراتيجية للإصلاح رهبن بالمشاركة الفعلية لكل المتدخلين في الشأن التربوي، من أجل تحقيق مجتمع المعرفة والتجاوب مع المشروع المجتمعي الديمقراطي والتنموي والتمكن من التكنولوجيات الرقمية وتشجيع النبوغ والتفوق.
وركز عرض بعنوان “من أجل مدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة للجميع” ألقاه عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي السيد خالد السعيدي ، على أن الخيارات الكبرى للتغيير وخصوصا الارتقاء الفردي والمجتمعي والريادة الناجعة والتدبير الجديد للتغيير من أجل مدرسة ترتقي بالفرد والمجتمع ،لأن الفرد يكون معطاء إذا كان فاعلا في مجتمع . مؤكدا على التمسك بثوابت الأمة التي هي الدين الإسلامي الوحدة الوطنية الملكية الدستورية الاختيار الديمقراطي الهوية المغربية الموحدة المتعددة المكونات والغنية بروافدها والمنفتحة على العالم ، كما أشار إلى بروز بعض الظواهر المؤرقة والمشينة والسلبية بمؤسسات التربية والتكوين والجامعة ، ولعل أبرزها يقول المحاضر : الغش ، العنف، المخدرات ، تخريب الملك العام …. هذه معوقات تدق ناقوس الخطر ، وهنا قدم السيد العارض نموذجا في الحفاظ على القيم من اليابان حيث قال : عندما مست القيم عندهم ، أدخلوا مباشرة مكون للتربية على القيم ، فأدخلوا بعض الممارسات تجعل التلاميذ و الطلبة يتعايشون ويحبون بعضهم البعض وهكذا … لذا يجب علينا أن نتعامل بقيم راقية محبوبة ….
كما شدد كذلك على دستورية مبدأ تعميم التعليم بشكل متكافئ، كرهان اجتماعي وسياسي ومجتمعي لتحقيق الإنصاف مجاليا واجتماعيا وإقامة مجتمع تضامني واستدراك التعثرات التي يعرفها قطاع التعليم.
وأشار بالمناسبة إلى الدعامات الأساسية التي تقدمها الرؤية الإستراتيجية والقائمة على إلزامية التعليم الأولي وتأمين الحق في ولوج التربية والتكوين لكل الأشخاص دون أي نوع من التمييز، وتوفير الأطر التربوية والتأطيرية والإدارية الكفأة والكافية، والتفعيل الناجع لمشاركة الجماعات الترابية في النهوض بالشأن التربوي وتوفير البنيات المدرسية وتعزيز برامج الدعم التربوي والاجتماعي.
المداخلات و مناقشات العروض في نهاية هذا اللقاء اتسمت بعدة مميزات :كان أبرزها ، مداخلات الفاعلين في الحقل التربوي الذين أجمعوا على أن المدرسة الوطنية في مناطق الجنوب الشرقي ما زالت مدرسة تئن من عدة اختلالات و معوقات كبرى أهمها: ضعف البنية التحتية للمدارس، ضعف المواكبة التشاركية ،وعدم دمقرطة الحركة الانتقالية الإساءة الإعلامية للمدرسة العمومية بشكل عام ، النقص الحاد في المنح المدرسية والجامعية و في الإطعام المدرسي والنقل المدرسي ، تفاقم الهدر المدرسي بالعالم القروي عدم أجرأة التعويض عن العمل بالمناطق النائية ، كما عبر متدخلون أن الإصلاح ينطلق من تحسين وضعية الأساتذة ، وكما أجمع متدخلون على العناية الحقيقية بمدارس الجنوب الشرقي التي مازالت تعيش العهد البائد .
المصدرعبد الفتاح مصطفى/الرشيدية
المصدر : https://tinghir.info/?p=14126