أثارت انتباهي صورة نشرها احد أصدقائي على حائطه في الفيسبوك، هذه الصورة تبين بجلاء الفرق بين العدل و المساواة، حيث نقرأ من خلالها أن العدل هو أن نعطي لكل ذي حق حقه حتى نكون في مستوى واحد أما المساواة فتعني أن نعطي حقا واحدا متساويا لكل واحد منا من اجل أن نكون على حد سواء، هنا لابد أن نشرح الآية القرآنية المتعلقة بالإرث و كما قال عز و جل : “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ۚ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا“ النساء 11، و غاية الله سبحانه و تعالى من هذا التقسيم الذي يعتبره بعض العلمانيين مجحفا وغير منصف في حق المرأة بصفة عامة و يطالبون بالمساواة لا العدل.
إذن فحينما قال الله عز و جل للذكر مثل حظ الأنثيين،عدل بين الرجل و المرأةو لم يساوي بينهما، لكون المساواة لا تعني العدل لكن العدل يعني المساواة، و هذه الأخيرة ستضر بالمرأة و تجعلها مشابهة للرجل في العمل و الكد ليل نهار و توفير الإنفاق على حد سواء بينها و بين الرجل، لكن لحكمة الله سبحانه عز و جل جعل القوامة في يد الرجل و ذلك بقوله عز وجل “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِبِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ، و بذلك حمل الرجل مسؤوليات كبرى كالإنفاق و الدفاع عن الأسرة و المجتمع ككل، لكنه مقابل ذلك لم يحمل المرأة ما حمله للرجل لكونها غير مرغمة في الإسلام بالإنفاق عن الرجل وأبنائها و لها رخص كثيرة و متعددة في الصيام و الصلاة بسبب الحيض و النفاس و الصلاة في الجماعة و غيرها، لكون بنيتها الجسمانية لا تسمح لها بحمل الأثقال أو العمل الشاق و تحمل المسؤوليات الجسام.
لذا فان الله عز و جل عدل بين الرجل و المرأة حينما أعطى للرجل مثل حظ الأنثيينو بالتالي ساوى بينهما، لكي لا يضربالمرأة لحكمة في نفسه سبحانه و أن المساواة التي ينشدها العلمانيون ستلحق بالمرأة أشد الأضرار كما يقع في بلادالغرب حيث يعتبرون المرأة شقيقة الرجل في كل شيء و بالتالي فإنهاتجد و تكد و تعمل مثل الرجل بلو تدافع عن وطنها و تموت من اجله بجانب الرجل في ساحات المعارك إن اقتضى الحال ذلك.
لذا فإنني أوجه رسالة واضحة لأولئك الذين يتحدثون يوميا عن المساواة بين الرجل و المرأة و أقول لهم إنكم مخطئون بل إنكم ضد المرأة و حقوقها.
و أوجه أيضا للمرأة بصفة عامة أنتلتزم و تطيع ربها و أن تطالب بالعدل لا المساواة، لكون العدل ينصفها و يساويها بالرجل، علما أن المرأة في الإسلامقد ترث أكثر من الرجل كما الآية الكريمة أعلاه و أن المساواة ستجعلها مثل الرجل في الحقوق و الواجبات.
و بالتالي فإنني اطرح سؤالا عريضا على المرأة المغربية المسلمة: ماذا تريدين بالضبط هل العدل أم المساواة ؟
المصدرتنغير انفو /محمد ايت شطو
المصدر : https://tinghir.info/?p=13927