تكاثرت في السنوات الاخيرة، بجل مدن المملكة آفات تنصيب اللواقط الهوائية فوق اسطح المنازل مقابل تعويض بئيس يتقاضاه كل من فوض ذلك لإحدى الشركات المختصة بتوزيع خدمة الهاتف الخلوي، دون ان يضع المفوض في الحسبان الاضرار الجسيمة التي قد تنجم عن الاشعاعات الكهرومغناطيسية و التي تنبعث من هذه اللواقط دون توقف. الا ان هناك تخوف كبير على الحالة الصحية للساكنة التي تحيط بهذه اللواقط الهوائية و التي هي معدة اساسا لتقوية شبكة الارسال الخاصة بالهاتف الخلوي، لذلك ذهب الامر الاستعجالي الذي استصدره سكان حي البساتين 7 بمدينة مكناس تحت عدد 612/2015 في الملف عدد 209/1101/2015 بتاريخ 02/06/2015 ضد شركة اتصالات المغرب في شخص ممثلها القانوني و الذي قضى بأمر المدعى عليه “شركة اتصالات المغرب”، في شخص ممثلها القانون بإيقاف اشغال تنصيب برج تقوية شبكة الارسال الخاصة بالهاتف الخلوي فوق سطح المنزل الكائن برقم 2160 تجزئة البساتين 7 مكناس و بإزالة الاجزاء المركبة منه تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها الف 1000 درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ مع تحميلها الصائر و شمل الامر بالنفاذ المعجل على الاصل، حيث ذهب القضاء الاستعجالي في تعليله للأمر المذكور انه و من منطلق عدم اليقين العلمي الذي يحوم حول سلامة اللاقط الهوائي موضوع الدعوى على صحة سكان حي البساتين المدعون، و لما لهذه الحالة من تأثير على راحتهم النفسية و سكينتهم و حسن استقرارهم ليجعل حالة الاستعجال قائمة في الدعوى بعد ان تأكد للمحكمة انه و ان كانت الابحاث العلمية المتوفرة حاليا لم تجزم – حسب منشور وزير الصحة المغربي عدد 21 مؤرخ في 22 ماي 2003- بوجود اضرار في الاشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من المنشآت الكهربائية اللاسلكية، فإنها لم يحسم بالمقابل من ذلك من مدى سلامتها على صحة الانسان، سيما على المدى البعيد مما يوجب اعتماد مبدأ الحيطة و الحذر في التعامل مع هذه اللواقط الهوائية، و يضيف الى ان مبدأ الحيطة و الحذر يقتضي اتخاذ تدابير احترازية و امتناعية عند الاقتضاء كلما كان هناك سبب كاف للاعتقاد ان هناك اي نشاط او منتج قد يسبب اضرارا جسيمة بشكل غير قابل للتدارك على صحة الانسان، دونما حاجة الى اقامة الدليل القاطع و الملموس على وجود علاقة سببية بين هذا النشاط او المنتج و الاضرار الوخيمة التي قد تترتب عنه مستقبلا، كما ان القضاء الاستعجالي قرر البث في طلب المدعين رغم عدم وجود ثبوت ضرر محذق و ملموس بهم و علل ذلك كونه اخذ بعين الاعتبار الاثار المباشرة المترتبة عن حالة الشك المرتبطة بسلامة اجهزة الارسال المدعى فيها.
اليكم الرابط لكي تتأكدوا من صحة الحكم على البوابة الخاصة بالمحكمة الابتدائية بمكناس : http://www.mahakim.ma/Ar/Services/SuiviAffaires_new/TPI/?TypJur=TPI
لذلك فان اللواقط الهوائية التي بدأت تظهر في قلعة امكونة يجب التصدي لها و القضاء سينصف الجميع لا محالة. و هذا الموضوع جاء تفاعلا مع مقال تم نشره على موقع لومكون تحت عنوان “قلعة مكونة ..الساكنة تحتج على تنصيب “هوائيات” على أسطح المنازل والسلطات خارج التغطية”.
المصدرمحمد ايت شطو
المصدر : https://tinghir.info/?p=13730
