يظهر اضطراب الهوية الجنسية في مرحلة جد مبكرة من عمر الطفل، حيث يمكن أن يبدأ منذ سن السنتين، حين يميل الطفل إلى اللعب بألعاب الإناث بدلا من أن تستهويه ألعاب الذكور.
كما يكثر من الاهتمام بمظهره وشعره ويود لو أنه يتمكن من الحصول على شعر طويل يشبه شعر الدمى، ليتمكن من الحصول على تسريحات جميلة مزينة بالشرائط والأكسسوارات، وفي نفس الوقت يميل الطفل إلى تقليد تصرفات الإناث وحركاتهن.
وفي حال كانت الطفلة الأنثى هي التي تعاني من هذا المشكل، فنلاحظ بأنها تميل للعب بالسيارات والألعاب الذكورية الخشبية والألعاب العنيفة الخشنة، وتحب المضاربات والمشاحنات حتى تظهر بمنظر ذكوري يحقق لها الرضى عن النفس، ويخفي شكلها الأنثوي الذي تمقته.
يكمن جوهر هذه الانحرافات الجنسية لدى الأطفال في تمثلهم لهويتهم الجنسية الطبيعية في عدم تقبلهم لأجسادهم وأساليب العيش المرتبطة ارتباطا وثيقا بجنسهم.
وهو مايجعلهم يسعون باستمرار لتقليد الجنس الآخر وتقليد تصرفاته وأساليبه ورغباته، ويستمر هذا الاضطراب في التفاقم شيئا فشيئا تدريجيا في حال لم يعره الآباء اهتماما ويحاولوا علاجه.
فتزداد الطين بلة مع الوصول لمرحلة المراهقة حيث يستمر هذا الاضطراب لدى عدد كبير من المراهقين، وبالتالي تزداد معاناتهم داخل الأسرة ويعجزون عن ربط علاقات متينة مع مجتمعهم.
وكثيرا ما يلجأ عدد منهم إلى استعمال الأدوية الهرمونية ليؤثروا على جسمهم ومظهرهم بما يتناسب مع الجنس الآخر.
وفي بعض الحالات قد يلجؤون لعمليات التغيير الجنسي، بالرغم من أن نسبة هؤلاء تبقى قليلة بالمغرب.
تزداد الخيالات الجنسية المثلية وكذلك الممارسات الجنسية بشكل متفاوت لدى المراهقين الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية، وتبقى الأسباب في ذلك غير واضحة ومحددة بشكل دقيق، ويبقى السبب الشائع المؤدي لها هو اضطراب هرمون الذكورة.
كما توصلت نظرية جديدة إلى أن عزلة الطفل في الصغر وعدم توفره على أقران يقاربونه في العمر من نفس الجنس قد يترتب عنه نقص في تمثل الصفات السلوكية التي تتماشى مع جنس الطفل.
كما أكدت نظريات التعلم على أن اضطراب الهوية لدى المراهقين قد ينتج عن سوء تمثل للجنس الموافق، أو بسبب عدم تشجيع من طرف الآباء على التمثل الصحيح لجنس الأبناء خلال مرحلة الطفولة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=1350