في اللقاء التواصلي الذي عقده السيد عامل اقليم تنغير، مشكورا مع الفعاليات الجمعوية التي حضرت لدار الثقافة بقلعة امكونة يوم الجمعة 30 اكتوبر 2015، و كما جاء في موضوع سبقه نشره في موقع لومكون الالكتروني تحت اسم : قلعة مكونة..فاعلون يرسمون صورة قاتمة للعمل الجمعوي ودعوات لإدماجه في الدورة التنموية تجدونه في الرابط التالي ” http://lemgoune.com/associations/6958.html ” كانت مداخلتي بصفتي فاعل جمعوي محلي و وطني سابقا كمــــــــا يلي :
وفق مقتضيات الدستور الجديد الذي يكرس التشاركية و يعتبر المجتمع المدني شريك اساسي في التنمية المستدامة و قوة اقتراحية خصوصا بعد تفعيل الجهوية الموسعة بعلاقتها مع مؤسسات الدولة كالعمالة و الجهة و الجماعة المحلية، اشرت في مداخلتي الى ان بعض المنتخبين المحليين يحاولون تهميش و اقصاء المجتمع المدني المحلي الحقيقي و الجاد بقلعة امكونة و الذي لا يستفيد من الريع الجمعوي، بحيث اصبح التهميش يشكل خطرا حقيقيا خطيرا يتنافى و المفهوم الجديد للسلطة و ارساء الحكامة الجيدة و ربط المسؤولية بالمحاسبة،و اشرت الى ان ما يزكي اقوالي الحضور المتواضع لممثلي جمعيات المجتمع المدني، حيث استفسرت السيد العامل مباشرة عن عدم حضور رئيس المجلس البلدي لقلعة امكونة باعتباره شريك اساسي مع جمعيات المجتمع المدني خصوصا في مثل هذه اللقاءات، و اعتبرت ذلك استهتار منه بالحاضرين من ذوي الكفاءات محليا و على مستوى قلعة امكونة الكبرى، و اشرت في مداخلتي بان البعض من المجتمع المدني التابع للمجال الترابي لبلدية قلعة امكونة رفقة بعض الاشخاص المتزلفين له من مناطق أخرى يستخدمون كأداة في يد من له المصلحة، لضرب كل ما من شأنه أن ينمي المنطقة تنمية مستدامة، بل يتم استعماله حسب اغراض و مصالح شخصية، حيث استغربت من تدخلات المستشارين الجماعين الذين عقد معهم السيد العامل المحترم لقاء أوليا بمقر بلدية قلعة امكونة، لكوني حضرته كملاحظ فقط، حيث طالبوا جميعهم من السيد العامل التدخل من اجل فض بعض المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم دون ان يتجرؤوا على الخوض في اية مشاكل اخرى و كأنهم اتفقوا فيما بينهم في اختيار الموضوع، لكونهم ايضا ينتمون لحزب واحد، و اعتبرت ذلك اجحافا في حق قطاع واحد، حيث اكدت في مداخلتي ان المشاكل الحقيقية ليست في قطاع التعليم فحسب بل تتجاوزها الى كل القطاعات و المجالات بل بالعكس فان التعليم يعرف نقلة نوعية لم تشهد لها المنطقة مثيلا بحكم البنيات التحتية التي تم احداثها في الآونة الاخيرة من ثانويات و اعداديات و مدارس و فرعيات و اطر تربوية ذات كفاءات عالية.
و تطرقت في مداخلتي الى ان المجتمع المدني يجب ان يكون حرا طليقا و بعيد عن اي استغلال، من اجل ان يكون في خدمة التنمية المحلية ذات الابعاد الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية و الرياضية و غيرها.
لذا فانني اعطيت مثالا واحدا فقط عما تعانيه المنطقة الذي كان من المفروض ان يطرحه احد المستشارين الجماعيين بصفتهم ممثلوا السكان، و المتمثل في المزبلة – المطرح البلدي- المتواجدة شرق دوار ميرنة و التي تدخل في اختصاص بلدية قلعة امكونة، و التي كانت من المفروض ان تحاط بسور وقائي و ان يتم فيها فرز النفايات و كذا اجراء تحاليل مخبرية للوقاية من الامراض المعدية الخطيرة، لكن مع الاسف لم يتدخل اي احد الى ان اصبحت الازبال ترمى بشكل عشوائي من طرف شاحنات التجميع بل و اصبحت تفرز حشرات تتسبب في امراض خطيرة مثل الليشمانيا التي تتحول في ما بعد الى خلايا سرطانية تؤدي بحياة المصاب بعد ان تنخر جسده، و اكدت للسيد العامل و للحضور ان هناك حالات اعرفها شخصيا تم احالتها على مستشفى بومالن دادس للاختصاص، و رغم ذلك لازم المجتمع المدني كله الصمت حيث ان الجاد منه لا حول له و لا قوة و الطرف النقيض يستفيد من الريع الجمعوي “منح و مساعدات و هبات دون تحقيق اية اهداف” و يلتزم الصمت.
لأجل ان ابين للسيد العامل و للحضور مسؤولية بلدية قلعة امكونة في مطرح النفايات المشار اليه، احلت الجميع على تقرير المجلس الجهوي للحسابات لسنة 2013 خصوصا الشق المتعلق منه ببلدية قلعة امكونة، و نلاحظ من خلال جواب السيد الرئيس و هو نفسه الحالي انه اعترف باستفادته من وزارة معينة من دعم مالي كبير يفوق مليون درهم من اجل تسوير المزبلة المذكورة و تحديد موقعها، الا ان هذا لم يحدث اطلاقا الى الان و حتى بل ان رئيس المجلس البلدي علل ذلك في التقرير المذكور على انه يفكر في انشاء مطرح اقليمي للنفايات مع باقي الجماعات لكن رغم مرور اكثر سنتين على التقرير لم نرى اي مطرح اقليمي للنفايات بل و اصبحت الازبال تجرفها مياه الفيضانات الى الحقول و وادي امكون الذي يعتبر من الروافد الاساسية لسد المنصور الذهبي الشيء الذي قد يشكل خطرا حقيقيا على البيئة بل سيؤدي لظهور امراض و اوبئة خطيرة.
و تطرقت الى وجوب العمل سويا من اجل ان نستدرك الوضع قبل فوات الاوان و ان نقف وقفة متراصة في مواجهة الاخطار المحدقة بالمنطقة كالتلوث و انجرافات التربة على جنبات واد امكون و جنبات واد دادس و وديان اخرى و ان نساهم في تنمية المنطقة في جميع المجالات الاجتماعية منها و الاقتصادية و الرياضية و الصحية و البيئية و غيرها دون اقصاء و لا تهميش لأننا في امس الحاجة و كما قال السيد العامل لكل مواطن و مما بالك بالأطر و الكفاءات.
و اختتمت كلمتي بشعار اعتبرته وجيها في هذا اللقاء الا و هو ” جميعا من اجل مجتمع مدني قوي يترافع من اجل تنمية المنطقة تنمية مستدامة”.
اخواني اخواتي و كما يقال : “يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر”، و ان استهتار بعض المسؤولين من المنتخبين و المواليين لهم من المتزلفين و المستفيدين من الريع و بعبارة اخرى من “البزولة” بالكفاءات المحلية قد يجلب على المنطقة الويل من كل جانب و مزيدا من التهميش، و لن تقوم لنا قائمة ابدا مادام البعض منا يجعل مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار بتمسكهم بمنعدمي الاهلية و الكفاءة و المتكبرين و يعللون ذلك بان اسيادهم يعرفون المناورة فقط. و بالتالي فإننا سنجني جميعا ما زرعناه مصداقا لقوله تعالى : وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا” صدق الله العظيم.
و الله اعلى و اعلم
والسلام عليكم ايها الاخوة و الاخوات.
محمد ايت شطو
–رئيس ودادية تمونت للسكن لقدماء المحاربين بقلعة امكونة
–الكاتب العام للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين فرع بومالن دادس
– رئيس جمعية اورثان للتنمية الفلاحية اغيل نومكون
–رئيس جمعية آباء و أولياء تلاميذ و تلميذات الثانوية الاعدادية احنصال
–امين مال ودادية الورود للسكن بقلعة امكونة
– كاتب جمعية حي السلام للتنمية و الثقافة
– عضو جمعية الهيئة الوطنية للكتاب العموميين بالمغرب سابقا
– و متتبع للقضايا المحلية
المصدرايت شطو محمد
المصدر : https://tinghir.info/?p=13367