Ad Space

متحف زاوية تزكي بتنغير

admin
آخر الأخبارمحلية
admin29 أكتوبر 2015
متحف زاوية تزكي بتنغير
ثمة مجموعة من الشباب الذين لم تنل منهم الهجرة مثقال ذرة، ولم تفصل الغربة بينهم وبين التفكير وأمل العودة إلى الوطن لخدمته والمساهمة في تنميته، كما هو الحال لعبد السلام البكراوي الذي كان يعيش جسدا في هولاندا، وروحا في زاوية تزكي بتنغير التي راودته فكرة إحداث متحف تراثي بين أحضانها منذ أزيد من 20 سنة.
حلم سرعان ما تملكه طولا وعرضا، خاصة بعد زيارته لمتحف بيكاسو بمدينة برشلونة، الذي أوقد فيه شرارة التعجيل بترجمة حلمه على أرض الواقع، بعد سنوات قضاها في تجميع التحف الثمينة واللقى النفيسة التي كان يستغل فرصة تواجده بأرض الوطن في اقتناءها والاحتفاظ بها في بيت والديه.
وبعد مرحلة التجميع هاته جعل السي عبد السلام إحدى القصبات المتواجدة بالمنطقة نصب عينيه، والتي لم تدع عراقتها وجماليتها وشساعتها وموقعها “الإستراتيجي” مجالا لتردده في اتخاذها مقرا لمشروعه، الذي حظي بقبول واسع من لدن محيطه وبتنويه من طرف المهتمين والغيورين على تراث المنطقة التي تعد المتاحف من أهم الوسائل المعول عليها في حفظ وصيانة وإبراز موروثها الحضاري.
tizgui.jpg2 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

بث عبد السلام البكراوي الروح في مرافق وغرف القصبة، وذلك من خلال تحويلها إلى أروقة تعج بالتحف عن آخرها، حيث الأواني والأثاث المنزلية العريقة عراقة الإنسان الواحي، والأدوات الحجرية والفخارية والخشبية والنحاسية التي تضرب في أعماق التاريخ، والأزياء والحلي ومستلزمات الزينة حسب مناطق وقبائل المنطقة، والزرابي التي تعتبر لوحة تشكيلية من انتاج أنامل المرأة الواحية، بالإضافة إلى الأحجار المعدنية والمخطوطات التي تجذب الزائر إلى مد يده لتقليب صفحاتها بدون شعور… إلى غير ذلك من التحف التي يردد لسان حالها “ليس من سمع أو قرأ كمن زار ورأى بأم عينيه” ما يكتنزه هذا المتحف الذي تتصدر بنايته التاريخية قائمة أروقته العامرة بكم هائل من النوادر.



aid

tizgui - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

وعن قيمة هذه الذخيرة المتحفية يقول الباحث والإعلامي الأستاذ زايد جرو بأن لمتحف زاوية تزكي أهمية كبيرة بمنطقة تودغى بصفة خاصة وبالجنوب الشرقي بصفة عامة، لكونه يجمع العديد من الدرر النفيسة والمشغولات اليدوية التي تؤرخ للجنوب الشرقي المغربي. مضيفا أن جميع التحف المعروضة تعزف سمفونية تاريخية هي في أمس الحاجة إلى آذان صاغية، في إشارة مباشرة منه إلى مجموعة من الجهات الوصية والهيئات المعنية المطالبة بضرورة مد يد العون لحاملي المشاريع السياحية والتراثية بأي شكل من الأشكال.

فيما اعترف الفاعل الجمعوي أحمد الجزولي في معرض حديثه عن متحف زاوية تزكي بتقصير الجمعيات في حق تاريخ وهوية وحضارة المغرب بصفة عامة والجنوب الشرقي بصفة خاصة، وانغماسها في مجالات أخرى على حساب التراث، مشيرا في نفس الوقت إلى دور وسائل التكنولوجيا الحديثة في صرف نظر الشباب عن موروث أسلافهم، كما هو الحال لهذا المتحف الذي لم يأخذ حقه من الاهتمام والعناية الفائقة رغم قيمة تحفه التي لا تقدر بثمن.
tizgui.jpg1 - تنغير أنفو :: الخبر اليقين بين يديك

وعلى أمل تحرك المهتمين والغيورين والباحثين والدارسين نحو متحف زاوية تزكي وتسليط الضوء على محتوياته ذات القيمة التاريخية والعلمية… حري بالذكر أن أغلب مشاريع متاحف الجهة ما هي إلا مبادرات ذاتية وتضحيات شخصية تنتظر من الجهات الوصية الخروج باستراتيجية جادة لدعم وتطوير هذا القطاع الذي أصبح من نافلة القول التذكير بدوره في التنمية المحلية.

المصدرتنغير انفو / درعة تافيلالت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.