تِسليت أونزار
(1)
أتيهُ عنكَ ساعةً
يوماَ،
و اثْنانْ ..
أُسائلُ دمعيَ عن النوى
أسائلُ طيفَكَ
عن الليلِ .. من دون النجمَاتْ
عن الوردِ .. من دون النفَحاتْ
عن الوَجدٍ .. من دون الآهاتْ
عن القلبِ .. من دون النبضاتْ …
(2)
أتيهُ بينَ حِبرٍ مَلَّني
مَلَّ خُطاطاتي
و بين ورقٍ
أشاحَ بياضَهُ عني ..
أهيمُ وحْدي، بين سطورٍ
كأَسْيِجَةٍ
مِن شوكٍ تُدْميني
و عَيْبي .. شجَنٌ بكَ طالَ!
في حُضنٍ مُرتعِشٍ
أُهَدْهِدُ جُرحي تارةً
و في دُرجٍ مَنْسيٍّ
أركِنُهُ تارة..
أجولُ في نفْسٍ سقيمةٍ
صبرُها حُرقةٌ
ما لها عليهِ حَولٌ، و لا سُلطانْ.
(3)
أتيهُ عنكَ يوماً
ثلاثة،
و أربعْ …
أُلَمْلِمُ الضَّحِكاتِ من على شفاهِ المارَّة
و أُكَفكِفُ دمعاً جافاً
ما لهُ مِن سَيلانْ ..
يَكادُ سكوني يُدمِّرُني
يَخْنُقُني
و ما صمتي إلا قيدٌ
تنتحِرُ عندَهُ كلُّ الكلماتْ ..
أَعْبُرُ إلى بَرٍّ بعيدٍ
أَحْجُبُكَ عني
فأَنغمسُ في وحْلِ الفِكْرِ
و بعضاً من الصوابِ .. أُحادي.
(4)
أَتيهُ عنكَ يا شجني
يا اختناقَ الدمعِ في الحَدَقاتْ
ياااا همسَ الليلِ
ياااا وَجعَ الأيامْ
يا نبضَ الساعاتِ في لَحظاتِ انتظارْ؛
لِمنْ أرْنو بِشَدْوي .. ليلةَ الميلادْ؟
لِمنْ أُفضي همِّي .. لحظةَ بَلاءْ؟
لِمنْ يَعْبَقُ عِطري .. أُمسيةَ لِقاءْ؟؟
أخبرني ياااا أسايَ
يا صمتاً الْتَحفَ سمايَ
يا مِحْنةً .. تجْترُّها سلْوايَ …
(5)
أتيهُ عنكً يوماً
سبعاً،
و أكثرْ ..
كأن المدى بيننا انفسَحَ
كأنَّ النجومَ ما صاحبتْ يوماً قمَرْ
و لا الدمعَ
ما آنسَ يوماً مُقَلْ ..
كأنَّكَ نسيمٌ
هَفَفْتَ في غَفلةٍ من الزمنْ
و أحْيَيْتَ
بعضاً منْ فُتورِ الوَلَعْ،
فتدارَكتَ الدربَ
و راجَعتَ الخَطْوَ ..
كأنكَ ما كنتَ هنا
ما وَطِئتَ روحاً، أو هَوَسْ!
كأنكَ ما قارَبتَ كفاًّ
ما حادَيْتَ رِمشاً ..
كانَّكَ نَفَضْتَ ذاكرةً
أحْيَتْ فيكَ بعضاً من رجُلْ!
(6)
أتيهُ عن أَلمي
عن سَهْوي
عن حُمقي …
أُجامَعُ ذاتي
و أنظرُ في قصةٍ كتَبتُها
ربما .. وحدي،
كأني في الدُّجى أُناجي حظِّي
و أرى الليلَ يَجْهَلُني
يُنكِرُ حِمْلاً .. أسْمَيْتُهُ سَقَمي ..
أتيهُ عنكَ
و أَجِدَني إلى مَدارِكَ أَنْجدِبُ
فلا البُعدُ
داوَى بعضاً من عِلَّتي
و لا بعضي .. عادَ جزءاً من كُلّي …
أتيهُ عنكَ و أَعرِفُني
ما تُهتُ إلا
عن .. نفسي.
المصدرتِسليت أونزار
المصدر : https://tinghir.info/?p=12537