ليلة العاشر من محرم ، وتسمى أيضا بيوم “البركة” يقوم الأهل بملء “تاكْلوتْ” ، وهي سلَّة صغيرة تُصْنَع من جريد النخل ” أعْزيفْنِ” خصِّصا لهذه المناسبة .ويتم ملؤها بِ “تيِسْمِّتْ” و”تَكْلاَيْتْ” بيضة واحدة و”تاكُورْداسْتْ” وقطعتين من لحم أضحية العيد المُدَّخَر والمسمى ب”أساوارْ” ويجب أن يكون من لحم الصدر ” إِغْزْدِسانْ ” ، وليس لك الحق كطفل أكل تلك الوجبة قبل الصباح .
وفي الصباح الباكر يستيقظ الأطفال على غير عادتهم ،وبكامل إرادتهم ،مما يُنْدِر بأنهم لم يناموا لشدة الفرح، ليتناولوا ويستمتعوا بوجبتهم بعد طول انتظار دام ليلةً كاملة.
وبعد ذلك يجتمع الأطفال كلٌّ حاملٌ لسلته الصغيرة “تاكْلوتْ” ويجوبون أزقة الحي طلبا لِ “تيِسْمِّتْ” نْ ” بْيانُّو ” وهم يرددون أغنيتهم المُعبِّرة …بْيَانُّو ،كْرْيَانُّو فْكَاغْتِيدْ ألَلاَّ مْقَّارْ إسُولْ إكْ أَرِيتُو …. وإن تأخرت الاستجابة فأغنية أخرى فيها ترغيبٌ دون ترهيب ….صِّفْطَاغْ أللاَّ تْشَانَاغْ إبورْدَنْ …
إبُورَّانْ
وفي الوقت الذي يواصل فيه الأطفال جمعهم ل “تيِسْمِّتْ” ، وفي سابقة فريدة أخرى ربما تنفرد بها منطقة تنغير و “تْدُغْتْ” على وجه الخصوص ،هناك من العجائز من تُحَظِّر وجبة ” إبُورَّانْ” وهي خليط من أمعاء وطِحال وكبد وغيرها التي تُعتبر غير ذي أهمية أيام عيد الأضحى لوجود الأجود من اللحوم .
هذه الوجبة يفوز بها من استطاع رمي البيض الذي جمعته العجوز صاحبة ” إبُورَّانْ ” من عند سكان الحي وإصابتها إصابة مباشرة.
وموازاة مع ذلك هناك من الشباب والمراهقين من يبحث عن عروس جديد إلى الحي لم تُكْمِل بعد عامها الأول في بيت زوجها لِرَشِّها بالماء لحكمةٍ لم أستطع الوصول إلى تفسيرها وسأحاول ذلك مستقبلا.
ليقوم الجميع برشِّّ بعضهم البعض بالماء مستهدفين كل المارة بدون استثناء ولا تمييز ، وليس لك الحق في الاعتراض ، ولا الشكوى لأن الشاكي والمشتكي إليه سواسية أمام قانون “بْياَنُّو كْرْياَنُّو”.
وأخيرا ، وبعد وجبة الغداء ينتشر الجميع لزيارة الأهل والأحباب استِعدادا ليوم الصيام عن الزيارات خوفا من جلب “الربا”.
هذا فيض من غيض من طقوس وتقاليد عاشوراء بتنغير .
المصدر : https://tinghir.info/?p=1248