يكتسي الثرات أهمية كبرى لدى المجتمعات المعاصرة, فهو جزء من ذاكرة الأفراد والمجتمعات, لما له من حمولة اقتصادية و ثقافية الشئ الذي سيساهم في التنمية و التطوير الاقتصادي للمجتمع الذي يتواجد به, لهذا إنكب الخبراء و مسؤلي الدول الى هذا المجال القيم لأن الثراث ليس حكرا على المجتمع الذي ينتمي إليه بل ملك للعالم بأكمله ومن خلف ذلك فهو ضد المواثق و الاتفاقيات الدولية.
قبل أن ندق العظام و نستخرج المادة النخاعية لابد أن نشير أولا إلى أننا سوف نتحدث عن الثراث المادي بصاغرو و بالخصوص ما هو متواجد بمركز إكنيون و بوكافر الذي يبعد عن الأول ب حوالي 30 KLM. وهذا لا يعني اننا ننفي وجود “الثراث اللامادي” الذي مازال يفرض نفسه في المنطقة رغم بعض التغيرات التي طرأت عليه سواء بفعل العولمة أو الهجرة الى المدينة أو الخارج
كأحد السياسات الممنهجة لإفراغ هذا المجال وتصدير إنسانه الى حمام الإستلاب – أقصد المدينة -.
إن الثراث المادي ب”تافراوت-ن-صاغرو” كجزء من الثراث العالمي , الذي يتطلب من المسئولين الحفاظ عليه وترميمه ذلك إن كانت اتفاقية اليونسكو وعد يؤدى الالتزام به وفق قوانين قطرية , هو ثراث غني و متعدد وذو حمولة تاريخية لم يفصح عنها بعد. وهذا التراث يعاني من التخريب و “أتمني ان لا تكون السلطات المحلية ضمن المخربين ” لأن في هذه الآونة الأخيرة كثرت الأيادي المريضة التي لا تهتم ولا تعلم بماضيها و ذلك لأسباب أصبحت مكشوفة للعيان وأيضا عدم إهتمام “النظام القائم بالمغرب” وذلك قد تكون لها علاقة “بمعركة بوكافر المجيدة” التي سحق فيها أيت عطا الجيش الفرنسي سحقا, وهذا ما لم تعلمه المدرسة المغربية لأبنائها, بل تمر عليه مرور الكرام.
من بين المآثر التاريخية التي يجب علي سكان صاغرو وكل الأمازيغ أن يحتجوا لرد الإعتبار لها لأنها تذكرنا بمعركة القيم الإنسانية (الكرامة و الحرية) هي كالتالي:
– جبل بوكافر: إنه الثراث المادي الذي لا يتحرك, فهو لم يبنى بالتراب ولا بالإسمنت إد هو كثلة بركانية سوداء اللون تحيط به جثت لم يهيأ لها القبر بعد لا نعلم بأي دنب دبحت, لحسن الحظ أن هذا الجبل الصامد لم يبنى بالطين ولو كان كذلك لما وجدناه لما يحمله من دلالة تاريخية قوية وداكرة جماعية لم تكتشف بعد. في هذا المكان وقعت أول معركة في تاريخ المغرب إنتهت بوثائق مكتوبة 1933م بين الأطراف المذكورة سالفا.
– ساحة المعركة ببوكافر: غلبا ما نسمع بساحة فلان(البرنازيل مثلا بالدار البيضاء) في الموقع الفلاني أو الدرب أو الشارع الفلاني ولكن تكون هذه المواقع ذات أهمية سواء اقتصادية أو إديولوجية أو تقافية . إذا لماذا لا تكون “ساحة بوكافر” اسم لموقع تاريخي عفوا “مقبرة تاريخية” يمكن أن يستغل في التنمية المحلية بعد التشهير بها وطنيا و دوليا و أكيد أن السياحة الفرنسية هي الأولي التي سوف تفتح باب السياحة الدولية الى هذه المناطق إن كان المحرك الذي لا يتحرك فعلا يريد التنمية المستدامة.
– الثكنة العسكرية (القشلة ): يتواجد هذا الموقع الأثري بمركز إكنيون الذي يبعد عن بومالن دادس بحوالي45klm فهي قريبة من منجم الفضة بإميضر Imider و منجم الذهب بتيويت Tiwit. بنيت هذه الثكنة سنة 1934م من طرف أيت عطا ولكن تحت ضغط السلطات الفرنسية للتحكم في كونفدراليتهم -أيت عطا- الواسعة الأرجاء, فقد تم ذلك عن طريق العقوبات التي يفرضها الجيش على السجناء وهذه قصة أخرى سأخصص لها مقالا لنرى هل فعلا فرنسا إلتزمت بمبادئها الثلاث: “المساواة” و”الحرية” و”الإخاء”.
إن هذه الثكنة العسكرية يجب أن تستغل كذلك لتنمية المنطقة فهي أيضا ذات حمولة تاريخية, ولما لا أن ترمم ويوضع بها متحف يعرف بالمنطقة ليعوض النقص الذي نجده في المقررات الدراسية أو توضع بها مكتبة تتضمن كتب المعارك المغربية ومنه يستفيد الجميع و حتى السياحة الداخلية ولا الخارجية ستهب الى هذه المنطقة لأنها تاريخ مطموس.
– المحكمة العرفية : تتواجد بإغرم أمزدار ويبعد عن مركز أكنيون بحوالي 25klm
إنه ثرات غني قد يستغل لتنمية المنطقة و لرد الإعتبار للمقاومين اللذين همشهم التاريخ الرسمي ولم يعترف بهم لأن تلك الأيادي الماكرة يخشون الحقيقة ولأن حياتهم بنيت بباطل .
إذا أين المواثق الدولية ؟ :
– ميثاق البندقية 1964
– ميثاق واشنطن 1987
– ميثاق باريس1990
وأين الإثفاقيات الدولية ؟ ما نصيبنا منها :
– إتفاقية اليونسكو للحفاظ على الثرات العالمي
لقد نسيتم أننا ما زلنا نطرح أسالة عن مصير أجدادنا الذين دهبوا ضحية السياسات الكولونيالية و غيرها من السيايات المساندة لها لإبادة الإنسان الأمازيغي الذي فضل المقاومة و رفض المساومة.
المصدرتنغير انفو / عمر خالق
المصدر : https://tinghir.info/?p=12263