الزائر إلى مدينة افران المنتجع الصيفي لأول مرة يصيبه الذهول بما يلاقيه من معاملات وتصرفات سواء من قبل سماسرة كراء البيوت والشقق أو من طرف تجار وخضار و مقاهي و مطاعم المدينة ..
شقق الكراء والمنازل المفروشة ، يفاجأ المصطاف بأثمنة لا تليق و الشقق حيث يطلب أصحابها ما يفوق طلبات أصحاب الدخل المتوسط والصغير من موظفين ومستخدمين، خاصة الذين تطاردهم الأجواء الحارة من مقرات سكناهم . الأثمنة لا تنزل عن600 درهم لليلة و التي يمكن أن توفر شروط الراحة والاستجمام بالكاد ، أما مادون ذلك من البيوتات فهي لا تنزل عن 300 درهم لليلة لكن لا توفر الأجواء المريحة ، لأن جل المرافق الصحية تكون مهشمة أو معطلة ( رشاشات المياه و دورات المياه، أسرة النوم عير مريحة ، أواني المطبخ أكل عليها الدهر بل هناك من يوظف بهو أو ممر للمطبخ …) ، هذه حالات الاصطياف في افران التي يعشقها المغاربة .
تجار وخضار و مقاهي افران تغرد خارج سرب المراقبة الحكومية ، حيث أن الأثمنة تفوق كل الأسعار الموجودة في أقرب نقطة للمدينة وهي أزرو التي تبعد عن افران بنحو 15 كلم .البطيخ الأصفر مثلا ب8 درهم بافران عوض 5 د . الموز ب 18د ، طاجين مغربي صغير بافران 60 درهم عوض 25 د بأزرو ، ملوية ب4 د ، الحلويات أو ما يعرف بالباتيسري ليست من النوع الجيد وأسعارها لا تنزل عن 6 درهم و أغلاها 14 درهم من دون أن توفر الجودة المطلوبة .
أماكن ركن السيارات هي جلها على قارعة الشوارع والأزقة ، حتى أن الزائر يضطر الى تأدية “الضريبة ” أكثر من مرة في مدينة صغيرة كافران . وما شد انتباه العديد ممن حاورتهم الجريدة ، هو كثرة “المكوس” المفروضة على الزوار في صيف افران .
أما خارج المدينة وأنت في الطريق إلى عين فيتيل ، و الشلالات المجاورة على طول الطريق ، يستوقفك سعر التوقف الذي حدد ب8 درهم على قارعة الطريق ، حتى أن الزائر يعتقد أنه في مدينة لا تنتعش إلا بهذه “الإتاوات” و بالزيادات الباهظة في الأسعار دون موجب قانون .
مدينة افران تستحق الزيارة والمكوث بها لقضاء فترة من فترات الصيف المعتدل الهادئ ، لكن سكانها ينتظرون هذه الفترة لامتصاص غضب الطبيعة القاسية شتاء ،والانقضاض على الزوار “لسلب أموالهم ” صيفا ، بحجة ترويج “منتوجهم السياحي” الذي لا يخضع لأي معيار و لا نمط يضرب به المثل…
المصدرعبد الفتاح مصطفى / تنغير انفو
المصدر : https://tinghir.info/?p=10917