إن الأهمية الكبري من تواجد المؤسسات الاجتماعية من داخل المجتمع العام أو المجتمعات المحلية تتجلى بالأساس في تقديم الخدمات والوظائف أو بالأحرى هي التي تعمل على احتضان وحماية المواطن شأنها شأن الأسرة والمدرسة ولعل هذا هو الدور البارز الذي ينبغي أن تقوم عليه كل هذه المؤسسات الاجتماعية من تكوين وتأطير وتنشئة اجتماعية غير أنه وفي ظل استمرار استقالة المؤسسات واعلانها لمبدأ التخلي والانهراب يجد نفسه هذا الانسان هذا المواطن غريبا معزولا داخل مجتمعه في ظل هذا التباعد والمسافات الطوال أو لربما في ظل هذا التقصير الاجتماعي في حق المواطن الذي يسعى إلى تحقيق الاندماج الاجتماعي من بوابة مثل هكذا مؤسسات، وهنا السؤال الشقي الذي يطرح نفسه ما فائدة هذا الكم الهائل هذا الشموخ المؤسساتي في ظل انعزال الانسان عنها في ظل عدم مشاركة الانسان ؟ او بمعنى أدق ما فائدة الاستثمار في الحجر في البناء عوض الاستثمار في البشر الذي هو نقطة الانطلاق نحو كل تقدم وتطور واقلاع تنموي.؟ فمتى نستفيد من الدرس ياوطني؟
…ولعل السياسات الكسولة في تدبير هذه المؤسسات هي التي تساهم بالدرجة الأولى في هذا الخلل الاجتماعي بين المواطن والمؤسسة ففي الوقت الذي ينبغي ان تعمل جاهدا في تشجيع المرأة والاطفال والشباب على المشاركة وأخد المبادرة في التكوين والتأطير والاستفادة من الورشات و الدورات التكوينة وخلق نوادي مسرحية علمية بيئية…تعمل في مقابل ذلك بالبحث عن مبررات كسولة عن اجابات مطمئنة أليس هذا معناه انهزاما سقوطا؟ أليس هذا معناه ممارسة للكذب والخذاع؟ أليس هذا معناه في البدء والختام هروب عن المسؤولية؟ فمتى نتعلم يا وطني؟
المصدرهشام كموني / تنغير انفو
المصدر : https://tinghir.info/?p=10905