يشتكي العديد من المرضى مما يصفونه بالابتزاز الذي يتعرضون له من طرف أحد أطباء جراحة العظام والمفاصل بمستشفى سيدي احساين بورزازات ،حيث يلزمهم بضرورة اقتناء اللوازم الطبية من احدى المحلات التي تبيع اللوازم شبه الطبية قرب المستشفى رغم أنها غير مخولة قانونا لبيعها للعموم.
وحصلت “مشاهد” على شكاية من السيدة “ت.ح” من حي تماسينت موجهة إلى كل من مدير مستشفى سيدي احساين ،عامل إقليم ورزازات والوكيل العام لدى محكمة الإستئناف ،وحسب نص الشكاية فقد قامت المشتكية بشراء لوازم طبية من لإحدى الصيدليات بالمدينة لإجراء عملية جراحية كانت مقررة يوم 13 يوليوز الجاري ،كما أجرت جميع التحاليل واتخذت جميع الإجراءات الضرورية لحجز سرير بالمستشفى ،وبعد انتهائها من جميع الإجراءات وخلال انتظارها لإجراء العملية الجراحية ،تفاجأت بالطبيب المذكور يزورها ليسألها عن المحل الذي اشترت منه اللوازم الطبية التي حددها في الوصفة.فأخبرته أن زوجها اقتناها من إحدى الصيدليات في المدينة ،فاستشاط الطبيب غضبا وصراخا بسبب عدم اقتنائها من محل تجاري للمواد شبه الطبية قرب المستشفى.
وحسب نفس الشكاية -التي نتوفر على نسخة منها- فقد اتخذ الطبيب إجراء عقابيا في حق المريضة المشتكية وذلك برفضه إجراء عملية جراحية لها في نفس اليوم المقرر لها رغم إنهائها جميع الإجراءات والتحاليل وحدد لها موعدا اخر بعد شهرين (أي خلال شهر أكتوبرالمقبل) وهو ما اعتبرته المشتكية انتقاما منها.
في نفس اليوم رافقها الصيدلي إلى المستشفى للإستفسار عن أسباب ودواعي رفض الطبيب لهذه اللوازم الطبيبة غير أنه رفض إعطاء أي توضيح أو تبرير موضوعي وأمام عدد كبير من الموظفين والمرضى وزوار المستشفى اكتفى بالإدعاء أن من حقه أن يأمر مرضاه باقتناء اللوازم الطبية من المحلات التي يختارها بنفسه ورفض أي مجال للحوار.
واعتبرت المشتكية أن الطبيب المذكور بتصرفاته غير القانونية قد حرمها من حقها الدستوري في العلاج ، وعبرت اطمئنانها وثقتها لاقتناء اللوازم الطبية من الصيدلية التي يسيرها دكتور خريج كلية الطب والصيدلة بالرباط وله مؤهلات علمية ودراية كبيرة بمجال اشتغاله في الصيدلة والطب ،وأبدت مخاوف كبيرة من التعامل من محلات تجارية يسيرها أشخاص بدون مؤهلات علمية ولا أية دراية بمجال الطب ،غير أن إصرار الطبيب المشتكى به على ضرورة اقتناء اللوازم الطبية من هذه المحلات واعتباره ذلك شرطا لإجرائه عملية جراحية لي ،يعطي إشارات ودلالات قوية عن إمكانية وجود شبهة للتواطؤ بين الطبيب وصاحب هذا المحل التجاري،حسب نص الشكاية.
وطالبت المشتكية كل الجهات المسؤولة باتخاذ كافة الإجراءات اللأزمة للقضاء على مثل هذه التصرفات التي تسيء إلى مهنة الطب،وعلمت “مشاهد” من مصادر طبية أن مدير المستشفى الإقليمي سيدي احساين بعد توليه المسؤولية منذ بضعة أشهر وجه تحذيرات شديدة لبعض الأطر الطبية وتوعد باتخاذ إجراءات حازمة ورادعة ضد مرتكبي بعض مثل هذه السلوكات والتصرفات كابتزاز المرضى والرشوة والتغيبات ،كما وجه عدة استفسارات لبعض الأطر الطبية والموظفين وسائقي سيارات الإسعاف فور توصله بشكايات من المواطنين.
وجدير بالذكر أن المحل التجاري لبيع اللوازم شبه الطبية سبق له خلال السنوات السابقة أن تلقى إنذارا من طرف لجنة إقليمية لمراقبة محلات بيع اللوازم الطبية تنفيذا لعامل إقليم ورزازات،وكانت اللجنة حينها تتكون من قائد الملحقة الإدارية الثانية ، مفتش صيدلاني بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بورزازات وممثل قسم الشؤون الداخلية بعمالة ورزازات .
وتبين للجنة بعد زيارتها للمحل المذكور أنه يتوفر على مواد معقمة ويقوم صاحبها ببيعها وتسويقها للعموم وهو ما يتنافى مع مقتضيات الظهير الشريف رقم 1-06-151الصادر في 03شوال 1424الموافق ل22نونبر 2006م لاسيما المواد 4-30-52و112.
وحسب محضر المعاينة الذي حررته هذه اللجنة بعد زيارتها وحصلت مشاهد على نسخة منه ،قامت اللجنة بالتحسيس وحث صاحب المحل السالف الذكر على احترام القوانين المنظمة لهذا القطاع وعدم بيع المواد المعقمة التي تعتبر من اختصاص الصيدليات ،كما تم اخبار المعنيين بالأمر أن الزيارة الموالية ستتخذ فيها إجراءات زجرية في حالة الاستمرار في خرق القانون.
وأفادت بعض المصادر أنه بعد أشهر فقط من التزام صاحب المحل بتعليمات اللجنة عاد من جديد لإعادة بيعها وتسويقها للعموم في خرق سافر للقانون وهو مايشكل خطورة على صحة المواطنين ، وتضيف نفس المصادر أن غض السلطات والجهات المسؤولة الطرف عن هذه السلوكات والخروقات شجع أصحاب هذه المحلات على التواطؤ مع بعض الأطباء قصد ابتزازا المرضى.
المصدرمشاهد
المصدر : https://tinghir.info/?p=10461