تحقيق لمركز تنغير للإعلام
الحلقة 02 : نفايات مجزرة امسمرير” الباطوار” تهدد سلامة المواطنين
تعتبر مجزرة امسمرير ” الباطوار” الوحيد بمركز امسمرير من مخلفات الاستعمار الفرنسي وهي بناية تقع بالسوق الأسبوعي لمسمرير و حاليا وسط الساكنة ، وتم إدارتها من طرف المجلس الجماعي مند إحداث الجماعة القروية ، فمجزرة السوق الأسبوعي التابعة للجماعة القروية لمسمرير تعيش وضعا مزريا ينذر بكارثة بيئية لا محالة بسبب افتقارها إلى أبسط شروط السلامة سواء على مستوى البنيات التحتية أو على مستوى ظروف الذبح .
ومن الملاحظ خلال الآونة الأخيرة أن هذا المرفق أصبح خارج اهتمامات الجهات المسؤولة على الشأن المحلي، فالا زبال والنفايات باتت تأثث الفضاء الداخلي والخارجي للمجزرة إضافة إلى افتقارها لشبكة الصرف الصحي حيث يتم تصريف مخلفات هذه المجزرة )دماء ،أمعاء ،جلود … ) في مطرح يوجد خلفها مباشرة و على بعد متر واحد من الساكنة التي تعاني من ويلات أضرارها حيث تنبعث منها روائح نتنة تزكم الأنوف وتصيب السكان بالغثيان .
إن مخلفات الذبائح خطر حقيقي يواجه صحة ساكنة امسمرير والبيئة المحلية بصفة عامة و المشكل لا ينحصر في مخلفات وبقايا الحيوانات المذبوحة التي تلوث البيئة
(التربة ،المياه ، النباتات : خصوصا أشجار التفاح التي تتضرر بشكل فظيع )
و هذا يؤثر سلبا على منتوج الفلاح البسيط ولقد أكد لنا بعض الفلاحين تضرر منتوجهم ألفلاحي من التفاح حيث ظل في الأشجار معلقا دون قدوم من يشتريه نظرا لتأثره بالتلوث الذي يسببه ”الباطوار” ،
إن غياب الآليات الضرورية لتدبير هذه المخلفات ومعالجتها ، إضافة إلى الذبائح التي تنتج في غياب معايير الصحة والسلامة وانعدام الوسائل التقنية المتعلقة بإعداد وتجهيز اللحوم و أثناء عمليات الذبح وبعدها سيؤدي حتما إلى تلوث البيئة وانبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الذباب والحشرات والقوارض وانتشار الأمراض و تسمم اللحوم .
هذه المجزرة تخلف كميات هائلة من النفايات خصوصا يوم السبت (السوق الأسبوعي) والتي يجب أن تغادر المجزرة في أقرب وقت ممكن للحد من التحلل والتلوث من جراء التحول السريع الذي قد يطرأ عليها لكونها تحتوي على نسب مرتفعة من الماء وكذلك الأحياء الدقيقة والأنزيمات من المعدة والأمعاء كما أنها تجلب الذباب بسرعة لتراكم مخلفات الصرف حوله .
إن مشكلة مجزرة امسمرير ليست جديدة على مركز امسمرير وتبقي مشكلة متفاقمة حتى تجد لها جماعة امسمرير حلا ،وكتوضيح من النائب الثالث لرئيس جماعة امسمرير أكد لنا أن الجماعة حاولت أكثر من مرة تغيير مكان المجزرة و نقلها إلى مكان آخر إلا أنهم يصطدمون كل مرة برفض السكان لمقترح الجماعة و في نفس السياق أكد لنا مجموعة من السكان أن الجماعة أرادت معالجة المشكل و خلق نفس المشكل في المكان الجديد ….. ولكن لحين وجود الحل يبقي المواطن هو من يدفع الثمن بانتشار الروائح الكريهة و الأمراض و التلوث البيئي بمحيط المجزرة، بل وبداخل قطعه اللحم التي اشتراها بعد عناء وطول انتظار.
وقد بات وضع المجزرة يحتم على المسؤولين في الجماعة المحلية لمسمرير ، إيجاد حل سريع وفوري لهذه المشاكل حفاظا على صحة المواطنين ، الذين لا علم لهم بالظروف التي تمر بها عمليات الذبح والسلخ و كل ما يتمنون هو أن يتلذذوا بأطباق شهية ، خالية من الميكروبات ، و في بيئة نظيفة بدون معطرات و لا روائح تسد الأنفاس.
كما عاينت جريدة تنغير انفو مطارح للنفايات المنزلية في قلب مركز امسمرير تزيد الوضع تفاقما لعدم وجود شاحنة خاصة تنقله بعيدا .وقد نقلنا هذا الاستفسار إلى مقر الجماعة فأكد لنا النائب الثالث للرئيس أن جماعة امسمرير بشراكة مع مع جماعة تلمي و في إطار مجموعة الجماعات قد صادقت على مشروع اقتناء شاحنة لنقل النفايات ستستغل بالتناوب بين الجماعتين .
المصدر : https://tinghir.info/?p=101