لا يزال قطاع السياحة بمدينة ورزازات، المعروفة بلقب “هوليود إفريقيا”، يواجه تحديات جسيمة تنذر بتأثيرات سلبية على مستقبله، رغم الجهود الوطنية المبذولة لإنعاش السياحة بعد تداعيات جائحة كوفيد-19.
ورغم مؤشرات التعافي التي تظهر على المستوى الوطني، لا تزال ورزازات تعاني من تراجع ملحوظ في عدد السياح ومدة إقامتهم، ما يهدد استدامة هذا القطاع الحيوي بالمنطقة.
فقد سجلت المدينة خلال سنة 2024 انخفاضًا بنسبة 20% في عدد السياح الوافدين مقارنة بسنة 2023، إلى جانب تراجع عدد الليالي السياحية بنسبة 11% ما بين شهري يناير وغشت من السنة ذاتها. هذه الأرقام تثير قلق الفاعلين في القطاع، وتطرح تساؤلات حول قدرة المدينة على استعادة مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية بالمملكة.
ويُعزى هذا التراجع إلى مجموعة من الإكراهات البنيوية، في مقدمتها ضعف البنية التحتية السياحية وسوء التدبير المحلي، فضلاً عن محدودية الربط الجوي، الذي يظل من أبرز العوامل المؤثرة في تدفق الزوار نحو المدينة.
ورغم أن ورزازات كانت تستقطب سابقًا أعدادًا هامة من السياح، خاصة في مجالي السياحة الثقافية والسينمائية، إلا أن التحديات الراهنة تعيق الحفاظ على هذا الزخم السياحي.
ويُعتبر القطاع السياحي ركيزة أساسية في الدورة الاقتصادية المحلية، إذ يساهم في تنشيط قطاعات متعددة مثل النقل، الإيواء، والمطعمة. وبالتالي، فإن استمرار هذا التراجع قد تكون له آثار سلبية مباشرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، ويستوجب تدخلاً عاجلاً لإعادة الاعتبار للمدينة كوجهة سياحية متميزة وطنياً ودولياً.