شهدت مختلف أقاليم الأطلس المتوسط، أول أمس الأربعاء، تساقطات ثلجية كثيفة تسببت في انقطاع عدد من الطرق الوطنية والجهوية والإقليمية، ما اضطر مستعملي الطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين أزرو وميدلت إلى تغيير اتجاههم للوصول إلى وجهاتهم، بعد تعذر المرور عبرها بفعل تراكم الثلوج.
وسارعت مصالح وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك بإقليمي إفران وميدلت إلى تجنيد مواردها البشرية واللوجستيكية، وتسخير مختلف الآليات وكاسحات الثلوج لإعادة فتح الطرق المقطوعة وضمان انسيابية المرور، حفاظا على سلامة السائقين. كما عملت مديريات التجهيز بأقاليم أخرى، خاصة تازة، على تأمين حركة السير عبر الطرق المحاذية لجبل بويبلان الذي عرف تساقطات قياسية، خصوصا في اتجاه إيموزار مرموشة ببولمان.
وفي السياق ذاته، وضعت عناصر الدرك الملكي حواجز أمنية لإرشاد مستعملي الطريق، خاصة أصحاب المركبات الخفيفة والمقطورة، نحو مسالك بديلة، مثل الاتجاه عبر كيكو ألميس أو بولمان، فيما ظلت بعض المحاور مفتوحة كأزرو–الحاجب وميدلت–الريش، في حين بقيت الطريق بين أنفكو وأملشيل مقطوعة.
كما حرصت مديريات التجهيز على تعميم نشراتها بانتظام حول وضعية الطرق المقطوعة والمفتوحة، لتوجيه السائقين وتفادي أي طوارئ أو مخاطر، حيث تم منع التوجه نحو جبل هبري وميشلفين من طرفي أزرو وإفران، رغم ضعف كثافة الثلوج، وذلك حفاظا على سلامة القاصدين وخوفا من أي عاصفة ثلجية قد تحاصرهم.
وقد سجلت السلطات تدخلات إنسانية نوعية، أبرزها إنقاذ أسرة من ثلاثة أفراد بجبل هبري بعدما نفد مخزونها من حطب التدفئة ومرض ربها، حيث سخرت دراجة ثلجية قطعت نحو 16 كيلومترا وسط الثلوج لنقلهم إلى مستشفى 20 غشت بأزرو، في عملية استغرقت ثلاث ساعات. وتعد هذه ثاني عملية إنقاذ بعد تدخل مماثل لفائدة سيدة ستينية أصيبت بعارض صحي بمنزلها بدوار آيت عزيز، على بعد 12 كيلومترا من مركز جماعة تمحضيت.
بهذا تكون السلطات قد نجحت في مواجهة تداعيات موجة الثلوج الأخيرة، عبر جهود مشتركة بين مصالح التجهيز والدرك الملكي، لضمان سلامة المواطنين وتأمين حركة السير في ظروف مناخية صعبة.





















