مصطفى سلمى: الحكم الذاتي هو الخيار الواقعي لإنهاء معاناة الصحراويين

هيئة التحريرمنذ 27 ثانية
مصطفى سلمى: الحكم الذاتي هو الخيار الواقعي لإنهاء معاناة الصحراويين

قال المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إنّ النزاع في الصحراء طال أكثر مما ينبغي، وإنّ الوقت حان ليتعامل الصحراويون مع الواقع بعقلانية ومسؤولية، بعيداً عن الشعارات التي استُهلكت لأكثر من نصف قرن. وأوضح أن الاستمرار في المراهنة على خيار الاستقلال بات وهماً سياسياً لا يخدم الصحراويين، بل يطيل معاناتهم في مخيمات اللجوء بتندوف.

وأكد ولد سيدي مولود، في منشور على حسابه الشخصي ” فيسبوك”، أنه حين زار المغرب سنة 2010، اكتشف واقعاً مغايراً تماماً لما كان يُروّج له داخل المخيمات، مشيراً إلى أنه لمس بنفسه أن الصحراويين في الأقاليم الجنوبية يعيشون في استقرار وكرامة داخل وطنهم، ويشاركون في الحياة العامة بشكل طبيعي، على عكس الصورة التي تُقدَّم عنهم في الخطاب الرسمي لجبهة البوليساريو.

وأشار إلى أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 تشكّل اليوم الحلّ الأكثر واقعية واستدامة، لأنها توازن بين تطلعات الصحراويين لتدبير شؤونهم المحلية، وبين ضمان السيادة الوطنية للمغرب، مضيفاً أن “الانفصال في واقع جغرافي وسياسي معقد كالمنطقة لن يحقق استقراراً لأي طرف، بل سيخلق بؤرة توتر دائمة في شمال إفريقيا”.

وأضاف المناضل الصحراوي أن الجزائر، التي تحتضن جبهة البوليساريو وتتحكم في قرارها، فشلت في تحويل “القضية الصحراوية” إلى ورقة ضغط فعالة على المغرب، بعدما أصبحت هي نفسها محاصَرة دبلوماسياً من جميع الجهات، خصوصاً بعد النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في إفريقيا وأوروبا، وفي محيطها العربي.

وفي سياق متصل، دعا ولد سيدي مولود إلى ضرورة أن يكون الحكم الذاتي المرتقب ممارسةً فعليةً للسلطة المحلية وليس مجرد شعار سياسي، مطالباً بأن يشارك الصحراويون بصدق في تسيير شؤونهم، وفي صياغة السياسات التنموية والاقتصادية والاجتماعية داخل الأقاليم الجنوبية، بما يضمن العدالة والمساواة بين جميع فئات المجتمع.

وأردف أن من مصلحة الصحراويين أن يكونوا طرفاً فاعلاً في الحل، لا متفرجين عليه، معتبراً أن “الزمن اليوم ليس زمن الحرب، بل زمن الشراكات الإقليمية والتنمية المشتركة”. وأكد أن الحكم الذاتي لا يمثل تنازلاً عن القضية، بل هو “فرصة تاريخية لتصحيح المسار وتحويل النزاع إلى مشروع بناء مشترك بين الصحراويين والمغاربة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة