ذكرى معركة بوكافر..متى يكرم أبطالها؟
خالد صاغرو
يوم 28 فبراير 1933 مقاتل عطاوي باسل من جنود المقاوم عسو باسلام يرسل طلقة أصابت الجنرال بورنازيل على مستوى البطن وخلفتجرحا غائرا خرّ بعدها طريح الأرض لينقل إلى الخيمة الطبية وخاطب الرجل الأحمر الطبيب قائلا “دعني أحلق بنظراتي إلى هذه الجبالالتي أريقت فيها دماء أبناء فرنسا الحرة ” ، ربما كان غائبا عن الرجل أنه يواجه أناس ولدوا أحرارا يجوبون جبال وسفوح صاغروا أسيادا لايعترفون بسلطة أحد .
أحداث تاريخية كتبت بدماء الشهداء ليضحى تكريم ذكراهم واجب وطني وفعل مقدس وإطلاق أسماءهم كإجراء رمزي على ساحاتومؤسسات عمومية وغيرها أبسط ما يمكن فعله من جهة الدولة احتراما وتقديرا لتضحياتهم .
فكيف وهناك حي بكامله بالدار البيضاء يحمل إسم بورنازيل نسبة للجنرال الذي أراق الكثير من دماء أجدادنا المقاومين في الريف وفاسوتازة وصاغرو وهذا أمر غير مقبول وإساءة لتاريخ وتضحيات المقاومين الأبرار، قد يشفع تاريخ بناء هذا الحي للدولة بحيث بني إبانالإستعمار الفرنسي وقد كان موجها أنذاك للجالية الأوربية وكذلك لأفراد القوات الفرنسية .
بعد مرور أكثر من ستين سنة لإستقلال المغرب أضحى مطلب تغيير إسم هذا الحي إلى إسم عسو باسلام مطلبا وطنيا وإجراء ملحا إنصافالتاريخ المقاومة العطاوية المغربية فعل من شأنه أن يزكي في نفوس الأجيال القادمة تمسكها بوطنيتها وتذكيرها بعظيم التضحيات وجسامةالمسؤولية الملقاة على عاتقهم بإعتبارهم مستقبل هذه الأمة .
وهذا الإجراء ليس جديدا فقد سبق للدولة المغربية أن غيرت أسماء الكثير من الساحات والشوارع منها شارع محمد الخامس بالدار البيضاءالذي كان يسمى شارع فرنسا وشارع باحماد الذي كان يسمى شارع روشيرو وساحة 16نونبر التي كانت تسمى إدموند دوتي وغيرها كثير.
