درعة تافيلالت في المسيرة الخضراء: ذاكرة وطنية لا تنطفئ

هيئة التحرير6 نوفمبر 2025
درعة تافيلالت في المسيرة الخضراء: ذاكرة وطنية لا تنطفئ

في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تعود جهة درعة تافيلالت إلى واجهة الذاكرة الوطنية، باعتبارها من أولى المناطق التي لبّت نداء المغفور له الملك الحسن الثاني، في ملحمة تاريخية جسدت أسمى معاني الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي من أجل استرجاع الأقاليم الجنوبية.

تاريخ درعة تافيلالت زاخر بالمواقف البطولية، فقد كانت على الدوام أرضاً للمجاهدين وسنداً للدولة في لحظات الشدة، من مقاومة الاستعمار إلى المشاركة الفعلية في المسيرة الخضراء. أبناء الجنوب الشرقي يستعيدون اليوم تفاصيل تلك اللحظات الخالدة، حين توجه فوجان من المتطوعين من الرشيدية وورزازات نحو الصحراء المغربية، ليكونوا من أوائل الوفود التي وصلت إلى مدينة طرفاية، نقطة الوصل بين المناطق المحررة وتلك التي كانت تحت النفوذ الإسباني.

وبعد إعلان انطلاق المسيرة من طرف الملك الحسن الثاني، اجتاز المتطوعون القادمون من ورزازات وقصر السوق الحدود الوهمية، ليصلوا إلى الحصن العسكري المعروف بـ”الطاح”، الذي انسحب منه الجيش الإسباني تحت ضغط الزحف السلمي.

من بين المشاركين الذين لا تزال ذاكرتهم تختزن تفاصيل تلك اللحظات، يبرز اسم لحسن الطالبي، رجل التعليم المتقاعد، الذي شارك في المسيرة وهو في سن الخامسة عشرة، رفقة خمسين تلميذاً من ثانوية محمد الخامس التأهيلية بكلميمة. كما يبرز اسم علي بن لحسن، رئيس جمعية متطوعي المسيرة الخضراء بتنغير، إلى جانب العديد من أبناء الجهة الذين سطروا أسماءهم في سجل الوطنية الصادقة.

درعة تافيلالت، التي كانت حاضرة بقوة في ملحمة المسيرة، تظل شاهدة على عمق الانتماء الوطني لأبنائها، وعلى وفائهم الثابت لقضية الوحدة الترابية، في لحظة تاريخية ستظل منقوشة في وجدان المغاربة جيلاً بعد جيل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة