جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو لسبعة قرون تصل هندستها المعمارية مرزوگة

هيئة التحرير13 ديسمبر 2019
جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو لسبعة قرون تصل هندستها المعمارية مرزوگة

جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو لسبعة قرون تصل هندستها  المعمارية  مرزوگة

تنغير انفوفاطمة أوناس

     لم تكن قافلة مانسا موسى امبراطور مالي  استكشافية، ولا تجارية، وإنما كانت متجهة شرقا إلى مكة المكرمة، وكانت أضخم وأثرىوأكرم قافلة حجيج قادها حاكم مسلم، إذ تصدق مانسا موسى بالذهب على الفقراء حتى كسدت أسواق الذهب في البلاد التي مر بها، وبنىمسجدا في كل مكان حط فيه رحاله أيام الجمعة. وحين وصل إلى القاهرة، بهرته بعمرانها، فقابل السلطان المملوكي الناصر محمد، وطلب منه أن يرشح له علماء ومهندسين وحرفيين، ليعمروا مدن مالي كما عمروا القاهرة، وتم ذلك سنة 1324م، وفي طريق عودته من الحج في السنةالموالية، اشترى مانسا موسى كميات ضخمة من الكتب، ورافقه إلى مالي عشرات العلماء والمهندسين والحرفيين، ليشيدوا أكبر مسجد فيأفريقيا (جنوب الصحراء) في ذلك الوقت، أي سنة 1327م.

هذه الهندسة المعمارية الإسلامية بقيت شامخة ليومنا هذا في وجه الشمس والتصحر والحروب، بني المسجد بشكل كامل من الطين المخلوطبالقش، وبينما الحديد يصدأ والإسمنت يتآكل مع مرور الزمن، فإن هذه المادة (الطين والقش) لا يزيدها الزمن إلا شدة وقسوة، ليتم نقلهندستها المعمارية لمدينة تشبه في طبيعتها وجوها تمبكتو، مرزوكة مدينة سياحية قابعة بين رمال ذهبية يزورها العديد من السياحللاستكشاف أو التداوي، فكانت فكرة إنشاء هذه البناية كمعلمة سياحية شبيهة بتلك التي بمالي، فكرة إيكولوجيا بالدرجة الأولى، لكون زوارهذه المنطقة ملُّوا من الأسمنت المسلح، وفضلوا التنقل والترحال قاطعين أميال من أجل عيش حياة البدو .

إن دراسة الهندسة المعمارية للبناء بالطين والحفاظ عليها هما من الأمور المهمة في ما يتعلق بصون المواقع التراثية وجلب السياح، غير  أنالهندسة المعمارية للبناء بالطين توفر أيضاً حلولاً جذابة للمباني المراعية للبيئة في السياق الحديث. فالواقع أن الطين غالباً ما تتوافر محلياً،كما أن استخدامها يقلل من الحاجة إلى نقل مواد البناء ثقيلة الحمل، وهذا فعلا ما تلجأ إليه العمارة بمرزوكة خصوصا أن البناء بالطينوالرمل يقي من حرارة الجو خلال فصل الصيف كما يكون داخله معتدلا شتاء.

أنشئت هاته البناية على مساحة تقدر ب 3هكتار كمشروع سياحي ضخم رعيت فيه العمارة الأمازيغية و هو تابع لمجموعة فنادقشلوكة،لمستثمر اسباني ومغربي، هذه المعلمة الفندقية السياحية ستوظف  العديد من مناصب الشغل، كما ستكون قبلة سياحية لعشاق حياة البدووالرحال في بيئة عذراء صحراوية .

وجدير بالذكر أن مرزوگة تابعة إداريا للريصاني وإقليميا للرشيدية وجهويا لدرعة تافيلالت، تنتعش سياحتها الاستكشافية خلال فصليالخريف والشتاء، بينما تبدأ سياحة التداوي برمالها الساخنة  نهاية ماي و تستمر حتى أواخر شهر شتنبر .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة