Ad Space

بيبليوغرافيا …اطلالة على إصدارات الدكتور الباحث محمد كمال

admin
2025-02-04T22:42:39+01:00
آخر الأخبار
admin4 فبراير 2025
بيبليوغرافيا …اطلالة على إصدارات الدكتور الباحث محمد كمال

حسن الطاهري

عندما أطلق المالي “” أمادو أمباتي با “” صرخته الشهيرة : ” في أفريقيا “‘كلما مات عجوز احترقت مكتبة غير مكتشفة ” ، كان يدرك وبحكم موقعه وجهوده مدى فداحة فقدان ما يمتلكه شعب من الشعوب من إرثه الثقافي اللامادي الضارب في القدم و الذي لا يمكن أن تعوض فيه ولو صفحة من صفحاته المملوءة أحداثا و الغنية ثقافة و حضارة.

خوفا من هذا التحذير الخالد، وخوفا من اندثار تاريخ و هوية و شجاعة القبائل الأمازيغية في الجنوب الشرقي المغربي، المعروفة منذ القدم لمقاومتها لكل محتل لأراضيها وهويتها، عمل الدكتور محمد كمال الباحث في التاريخ على تدوين وكتابة جزء من هذا الإرث التاريخي المشترك للقبائل الأمازيغية المنتمية لهذه الرقعة الجغرافية، التي مرت بها أحداث كثيرة عبر عنها كثير من المؤرخين في كتاباتهم التاريخية و أكدته الذاكرة الشفهية و اللقى و النقوش الصخرية في هذه المناطق.
الدكتور محمد كمال من مواليد 1989 بتغزوت نايت عطا إقليم تنغير الحاصل على إجازتين الأولى في التاريخ سنة 2011 و الثانية سنة 2021 في الدراسات الأمازيغية و شهادة الماستر في تاريخ الجنوب الشرقي ثم الدكتوراه في التاريخ سنة 2021، أصدر تلاثة كتب خاصة بالمعرفة الثقافية و كتاب منهجي حول ببليوغرافية حول جهة درا تافيلالت بالإضافة إلى عدة مقالات علمية تاريخية و مشاركات في مختلف الندوات والمحاضرات في مختلف مناطق المغرب.

ولنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الجهوي للجنوب المغربي، اختار الطالب الباحث محمد كمال النبش في “مقاومة قبائل أيت عطا وأيت يفلمان للاحتلال الفرنسي 1889م-1936م”، مبررا اختياره لهذه الفترة الزمنية بكون سنة 1889 تعتبر سنة الاصطدام الأول للغزاة الفرنسيين وعناصر من أيت خباش المنتمين لقبيلة أيت عطا في التخوم الصحراوية، أما سنة 1936 فقد كانت سنة إخماد شعلة المقاومة بالجنوب الشرقي المغربي المتمثلة في تصفية المقاوم زايد أوحماد في 5 مارس 1936، وكذا لعدم تواجد دراسة شاملة ودقيقة لمسار مقاومة أيت عطا وأيت يفلمان باستثناء دراسة الباحث محمد بوكبوط المعنونة بـ(مقاومة الهوامش الصحراوية للاستعمار)، أما المتبقي فيظل دراسات مونوغرافية لمناطق معينة، وضمنها تذكر مقاومة المنطقة في الفترات المدروسة” حسب ما ذكره في مقال خاص عن هذه الأطروحة.
وخلص فيها إلى تأكيده أن “هذه القبائل لم تكن سائبة ولا فوضوية، وهذا ما يفسره التنظيم الاجتماعي والسياسي الذي اعتمدته هذه القبائل من خلال قوانينها وأعرافها المعروفة بـ(تعقيدين)، وكذلك كل الأجهزة الكبرى التي تسير القبيلة، سواء المستقرين أو الرحل منهم” و إلى أن “ولاء قبائل اتحادية أيت عطا لزاويتين كبيرتين: أحنصال وتامصلوحت، وكان لهاتين الزاويتين دور في تقوية اتحادية أيت عطا واستقرارها في مناطق الأطلس الكبير والمتوسط”، كما أن “الزاوية الدرقاوية أسهمت في تأجيج المقاومة وسط قبائل أيت عطا وأيت يفلمان، بينما أظهرت الزوايا الدينية الأخرى مهادنة لعمليات الغزو الفرنسي”.



aid

استنتج الباحث أيضا أن “للمخزن العلوي دورا فعالا في تأسيس كونفدرالية أيت يفلمان، وذلك لإيقاف زحف أيت عطا نحو مراعي الشمال”، مضيفا أن “الفرنسين باستلائهم على تافيلالت سنة 1932م تمكنوا من اختراق صفوف المقاومة القبلية، وذلك بفصل مقاومي أيت عطا ومقاومي أيت يفلمان، خاصة أيت مرغاد، وبالتالي خلو الجو للفرنسيين لمواجهة كل مقاومة بوحدها”.
واستخلص الباحث كذلك أن “الغزو الفرنسي لمجال أيت عطا أدى إلى خسائر ديموغرافية لم تندمل بعد أثارها، كما أسهم في تدمير مؤسساتهم الاجتماعية والسياسية، التي لم تقو على العودة إلى مهامها السابقة بعد جلاء الفرنسيين، وبالتالي دخلت الاتحادية في تحولات شملت مخلف الأصعدة”، مشيرا إلى أن “الغزاة الفرنسيين ارتكبوا مجاز حربية في صفوف رحل عزل وممتلكاتهم لا لشيء سوى لأنهم رفضوا سلطتهم وسياستهم”.
كما لفت الباحث إلى كون “مقاومة زايد أوحماد وعناصر من أيت خباش إلى غاية 1936م، كذبت ما كانت تروج له سلطات الاحتلال الفرنسية بانتهاء عمليات (التهدئة) سنة 1934″.

وفي إهداء للدكتور محمد كمال يقول فيه : “إلى روح الذين حملوا السلاح فوق اكتافهم وهي بنادق تثور ضد الغزاة الفرنسيين لكي نحمل نحن اليوم القلم ومشعل العلم والمعرفة .. حمل القلم مجددا و أصدر كتابا عنونه ب””قبيلة أيت خباش أول من رفع السلاح في وجه المحتل الفرنسي وآخر من وضعه 1882 – 1938
وهي دراسة تقف على صفحات مقاومة قبيلة أيت خباش العطاوية المغمورة والتي يجهل عنها المغاربة الشيء الكثير حسب ذات المؤلف، نظرا للتعتيم الذي فرض على المقاومة المسلحة القبلية على مستوى المناهج الدراسية ،وكذا وسائل الاعلام خاصة ..حيث يبين الكاتب من خلال هذه الدراسة أن هذه القبيلة حملت مشعل مقاومة القبائل المغربية ضد التدخل الفرنسي منذ ظهوره بالتخوم الحدودية ،وخاضت معه معارك طويلة امتدت لسنوات تقدر ب 56 سنة من المقاومة من 1882 الى 1938 جدير هو الآخر للقراءة.

وبعد سنوات من البحث و التقصي أعلن الدكتور محمد كمال عن إصدار بيبليوغرافي حول جهة درا تافيلالت بقوله في إحدى مقالاته “” بذرة صغيرة أخذت منا 10 سنوات، تطلبت منا البحث والتنقيب والتحري والتقصي الأسفار والتنقلات والاتصالات، كمن يبحث عن إبرة وسط كومة من القش. نعم ثلث عمرنا ونحن نبحث وسنستمر، لأن مثل هذه المواضيع يتجدد كل يوم.

إنه أمر صعب جدا ومر، لكن بعد أن خرج إلى حيز الوجود فلا معنى لكل تلك الصعاب والمحن والتعب، نرجو أن يكون قيمة مضافة للمنطقة وللباحثين بجهة درا تافيلالت، ولعموم الباحث في ربوع البلد.
ويعتبر هذا المؤلف بمثابة دليل و قاعدة من البيانات والمعلومات تهم مواضيع التاريخ، الجغرافية، السوسيولوجية، الآداب، الثقافة بجهة درا تافيلالت و مرجعا لكل باحث في تاريخ هذه المنطقة الزاخرة تاريخا و حضارة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.