شهدت أسعار الأغنام في الأسواق المغربية انخفاضًا ملحوظًا عقب توجيه جلالة الملك محمد السادس بالاستغناء عن شعيرة أضحية العيد لهذه السنة، وذلك بسبب الظرفية الاقتصادية الخاصة التي تمر بها البلاد. ورغم هذا التراجع، يتوقع المتتبعون عودة الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية واستقرار الأسواق بعد تجاوز وقع المفاجأة.
وجاء هذا الانخفاض في سياق ارتفاع التضخم، وضعف العرض نتيجة الجفاف، إلى جانب المضاربات التي عادةً ما تشهدها الأسواق مع اقتراب العيد. وكان من المرتقب أن يبلغ عدد الأضاحي المذبوحة خلال عيد الأضحى بالمغرب نحو 7.7 مليون رأس، حيث تفضل 95.6% من الأسر التضحية بالأغنام، مقابل 4.3% تختار الماعز، و0.1% تفضل الأبقار، في حين تضحي نسبة قليلة جدًا من الأسر بالجمال، خاصة في الأقاليم الجنوبية.
وكشفت دراسة حديثة للمندوبية السامية للتخطيط عن تزايد نسبة الأسر التي لا تمارس شعيرة الأضحية، حيث ارتفعت إلى 12.6% من إجمالي الأسر خلال 2022، مقارنة بـ 4.7% سنة 2014. وأوضحت الدراسة أن 8.1 مليون أسرة فقط من بين 9.3 مليون أسرة مغربية ما زالت تحافظ على هذه الشعيرة.
ويرتبط هذا التغير الاجتماعي بتطور المستوى المعيشي والتعليمي للأسر. كما أظهرت الدراسة أن نسبة الأسر غير الممارسة للأضحية في المدن بلغت 14.3% سنة 2022 مقابل 8.7% في 2014، بينما ارتفعت في القرى إلى 5.9% مقارنة بـ 2.5% في نفس الفترة. وتشير الإحصائيات إلى أن 25% من الأسر الأكثر يسرا لم تعد تلتزم بهذه الشعيرة، مقارنة بـ 7.8% فقط من الأسر الأقل يسرا.
وبحسب البحث الوطني حول مستوى معيشة الأسر المغربية، تمثل تكلفة الأضحية حوالي 30% من إجمالي النفقات السنوية المخصصة للحوم، حيث تصل إلى 41% لدى الأسر الأقل دخلًا، مقابل 23% عند الأسر الأكثر يسرا. كما تزايدت أعداد الأسر التي تلجأ إلى القروض الاستهلاكية لتمويل شراء الأضحية خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا التوجيه الملكي بمثابة متنفس للعديد من الأسر، خاصة ذوي الدخل المحدود، في ظل ارتفاع التضخم وتراجع القطيع الوطني بسبب توالي سنوات الجفاف. والجدير بالذكر أن المغرب سبق أن ألغى شعيرة الأضحية بقرارات ملكية مماثلة في سنوات 1963، 1981، و1996 بسبب الأوضاع الاقتصادية والجفاف.
المصدر : https://tinghir.info/?p=74205