جلالة الملك محمد السادس يرسم ملامح مغربٍ صاعد في خطاب العرش

هيئة التحريرمنذ 10 دقائق
جلالة الملك محمد السادس يرسم ملامح مغربٍ صاعد في خطاب العرش

وجّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مساء أليوم، خطابًا ساميًا إلى الأمة بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، حمل رؤية استراتيجية متكاملة تستشرف مستقبل المغرب السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتدعو إلى تعبئة وطنية شاملة من أجل مغرب الإنصاف والتوازن والسيادة.

الخطاب الملكي أبرز التقدم المحقق في الاقتصاد الوطني رغم الظرفية الدولية الصعبة وتوالي سنوات الجفاف، مسلطًا الضوء على النهضة الصناعية التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة، خاصة في قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية.

كما أشار جلالة الملك إلى الدينامية الاستثمارية والانفتاح التجاري التي جعلت من المغرب شريكًا اقتصاديًا لأكثر من ثلاثة ملايير مستهلك عبر العالم، بفضل اتفاقيات التبادل الحر والبنيات التحتية المتطورة.

في الجانب الاجتماعي، أكد الملك على ضرورة ألا تبقى التنمية حبيسة الأرقام والمؤشرات، بل أن تنعكس بشكل ملموس على تحسين معيش المواطنين، داعيًا إلى تجاوز الفوارق المجالية، وتبني مقاربة ترابية مندمجة، تضمن استفادة الجميع من ثمار التنمية.

وتطرق الخطاب إلى نتائج الإحصاء العام للسكان لسنة 2024، والذي كشف عن تراجع ملموس في مؤشرات الفقر، وتقدم المغرب ضمن تصنيف التنمية البشرية العالية، مع الإشارة إلى استمرار معاناة بعض المناطق القروية من مظاهر الهشاشة، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لتعزيز العدالة المجالية.

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، دعا الملك إلى اعتماد المنظومة القانونية المؤطرة لهذه الاستحقاقات قبل نهاية السنة الجارية، مشددًا على أهمية الشفافية والإعداد الجيد. كما وجه تعليماته إلى وزير الداخلية لبدء المشاورات السياسية مع مختلف الأطراف المعنية.

وعلى مستوى العلاقات الإقليمية، جدّد الملك موقفه الثابت تجاه الجزائر، مؤكدًا على عمق الروابط الإنسانية والتاريخية بين الشعبين، وداعيًا إلى حوار أخوي وصريح، يفتح آفاقًا جديدة لتجاوز الوضع الراهن، ويكرّس منطق الوحدة والتعاون المغاربي.

وفي ملف الصحراء المغربية، عبّر الملك عن اعتزازه بالمواقف الدولية المؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مثنيًا على الدعم الصريح من المملكة المتحدة والبرتغال، ومؤكدًا حرصه على إيجاد حل توافقي يحفظ ماء وجه الأطراف كافة.

واختُتم الخطاب بتحية تقدير لمختلف أجهزة الدولة، من القوات المسلحة إلى الأمن الوطني والإدارة الترابية، تكريمًا لجهودها في الدفاع عن وحدة الوطن واستقراره، واستحضارًا للأرواح الطاهرة للملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، تغمدهما الله بواسع رحمته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة