السلمي محمد
تستعد مدينة الرشيدية منتصف شهر ماي المقبل لاحتضان حدث علمي بارز يتمثل في النسخة الأولى من الندوة الدولية “اللغات، السياحة، والتراث: آفاق ترابية واستدامة”، والتي ستنعقد يومي 15 و16 من الشهر الجاري. الندوة تنظمها الكلية المتعددة التخصصات التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، بمبادرة من مجموعة من الفاعلين الأكاديميين والمؤسساتيين.
ويُنتظر أن يتحول هذا اللقاء إلى منصة فكرية تجمع أساتذة جامعيين، خبراء، ومهنيين من داخل المغرب وخارجه، لمناقشة رهانات التراث والسياحة في ضوء التحولات المجالية والثقافية التي يعرفها العالم اليوم.
فعاليات اليوم الأول ستُقام داخل المركب الثقافي تاركة، فيما تستضيف الكلية جلسات اليوم الثاني التي ستتوزع بين عروض علمية وورشات تطبيقية.
وتندرج هذه الندوة ضمن رؤية شاملة تسعى إلى استكشاف العلاقة المركبة بين اللغة كوسيلة للتعبير عن الثقافة، والسياحة كقطاع حيوي يرتكز على الذاكرة والموروث، والتراث باعتباره حجر الزاوية في بناء الهوية وتعزيز التنمية المستدامة.
ومن بين الجهات الداعمة لهذا الحدث: المديرية الجهوية للثقافة، المجلس الإقليمي للسياحة، والجمعية الجهوية للصناعة الفندقية، في تعاون يعكس تقاطع الرهانات الأكاديمية مع الأولويات التنموية على المستوى الترابي.
ويعكس تنظيم هذه الندوة الوعي المتزايد بأهمية صيانة التراث وتوظيفه في بناء نماذج تنموية أكثر توازناً، خصوصاً في بلد مثل المغرب يتمتع بثروة ثقافية ولغوية كبيرة، ويعمل على تطوير سياسات لدعم السياحة المسؤولة والمحافظة على ذاكرته المتعددة.
الندوة لن تقتصر على النقاشات النظرية، بل تسعى إلى إنتاج توصيات عملية قابلة للتطبيق، من شأنها أن تساهم في بلورة حلول جديدة لتحديات التنمية، من خلال رؤية تشاركية تجمع بين الباحث والممارس، والسياسات العمومية والمبادرات المحلية.
المصدر : https://tinghir.info/?p=74921