البرلمانية عن إقليم ورزازات إيمان الماوي :إلى متى سيظل كل من يعمل بجدية واستقامة عرضة للإقصاء؟ أثار قرار إعفاء المدير الإقليمي للتعليم بورزازات موجة من الاستغراب والتساؤلات حول المعايير التي تعتمدها الوزارة في اتخاذ مثل هذه القرارات. فقد عُرف المسؤول المقال بكفاءته، وحسن تدبيره، وقربه من الفاعلين التربويين، مما يجعل إبعاده عن منصبه خطوة غير مفهومة تفتقر إلى تبرير واضح.
خلال فترة إشرافه، شهد قطاع التعليم في ورزازات تحولات نوعية، سواء على مستوى الحكامة والتسيير أو من حيث الدينامية الميدانية التي طبعها أسلوبه الإداري القائم على الاجتهاد والالتزام. كان الرجل حاضرًا في الميدان، يعمل دون حسابات شخصية، واضعًا مصلحة التلاميذ فوق كل اعتبار.
لذا، فإن إقالته تطرح تساؤلًا مشروعًا: هل أصبح التفاني في العمل تهمة تستوجب الإبعاد بدل التكريم؟الجدل حول القرار يتسع، خاصة أنه يعكس توجهًا نحو مركزية القرارات التي لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الجهات، ولا تتماشى مع مبدأ الجهوية المتقدمة الذي يُفترض أن يمنح الاستقلالية في التدبير المحلي.
كيف يمكن الحديث عن تفويض الصلاحيات وتعزيز الاستقلالية إذا كانت القرارات تُتخذ بعيدًا عن الواقع المحلي وبدون مبررات مقنعة؟ورزازات، التي تحتاج إلى كفاءات حقيقية لتطوير قطاعها التعليمي، تجد نفسها اليوم محرومة من أحد المسؤولين الذين أبانوا عن رغبة حقيقية في التغيير الإيجابي. مما يفتح الباب أمام تساؤلات أكبر: إلى متى سيظل كل من يعمل بجدية واستقامة عرضة للإقصاء؟ وهل أصبح النجاح في تدبير الشأن العام عبئًا بدل أن يكون أساسًا للاستمرارية؟إن مثل هذه القرارات تفرض ضرورة مراجعة منهجية التدبير الإداري، بما يضمن الشفافية والنزاهة في اتخاذ القرارات، بعيدًا عن الحسابات الضيقة التي قد تعطل مسار التنمية. وفي هذا السياق، يبقى لزامًا الاعتراف بمجهودات المدير الإقليمي السابق، يوسف بوراس، وتثمين ما قدمه لقطاع التعليم في ورزازات، كشهادة حقّ تسجلها الساكنة والتاريخ.
المصدر : https://tinghir.info/?p=74375