إطلاق النسخة الثالثة من برنامج “الكنوز الحرفية المغربية” في الرباط وتكريم المعلم حسن من تنغير

هيئة التحريرمنذ 4 دقائق
إطلاق النسخة الثالثة من برنامج “الكنوز الحرفية المغربية” في الرباط وتكريم المعلم حسن من تنغير

تم يوم الثلاثاء بالرباط إطلاق النسخة الثالثة من برنامج “الكنوز الحرفية المغربية”، خلال حفل نظمته كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). البرنامج الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يهدف إلى الحفاظ على الحرف التقليدية المغربية، التي تواجه تهديدًا بالاندثار، وتعريف الأجيال الصاعدة بهذا التراث الثقافي الغني.

شعار الدورة الثالثة: “من إرث الأجداد إلى إبداع الأحفاد”

تندرج النسخة الحالية من البرنامج تحت شعار “من إرث الأجداد إلى إبداع الأحفاد: شباب يصونون الهوية المغربية”، ويعكس الجهود الوطنية المستمرة للمملكة في صون المهارات والمعارف الحرفية، بما يسهم في إحياء الفنون التقليدية المغربية عبر نقلها إلى الشباب الذين يتلقون التكوين على يد المعلمين الحرفيين المبدعين. وتعد هذه الخطوة خطوة مهمة في إرساء قيم الإتقان والإبداع التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية المغربية.

مستشار صاحب الجلالة: الحرفيون هم جوهر الحضارة المغربية

وفي كلمة له بالمناسبة، أكد مستشار صاحب الجلالة، السيد أندري أزولاي، أن الحرفيين المغاربة يمثلون جوهر الحضارة المغربية، مشيرًا إلى أن “الثروة الحقيقية التي يمثلها الصناع التقليديون تكمن في مساهمتهم في التراث المشترك وفي الهوية والتاريخ المغربيين”. وأضاف أن المغرب يعتبر من البلدان القليلة التي تستطيع اليوم أن تشهد على استمرارية ما كان يصنعه أجدادها منذ قرون طويلة.

كما أشار السيد أزولاي إلى إشعاع الصناعة التقليدية المغربية على الصعيد الدولي، مشيدًا بالبراعة التي يتمتع بها الحرفيون المغاربة في تحويل التراث إلى إبداعات مستدامة. كما تطرق إلى التحديات المعاصرة التي يواجهها هذا القطاع في ظل التحولات البيئية والثقافية والتكنولوجية، مؤكدًا على أهمية توظيف الأدوات الرقمية الحديثة لتعزيز الفن الحرفي دون المساس بجوهره.

الصناعة التقليدية: رافعة اجتماعية واقتصادية

من جهته، أكد كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، أن قطاع الصناعة التقليدية يعد من أهم القطاعات المشغلة في المملكة، حيث يوفر فرص عمل لما يقارب 2.7 مليون صانعة وصانع تقليدي عبر مختلف جهات المغرب. وأوضح أن الصناعة التقليدية لا تقتصر على كونها نشاطًا اقتصاديًا، بل تشكل أيضًا رافعة حقيقية للتنمية الاجتماعية وحفاظًا على التراث الثقافي والهوية المغربية.

كما شدد على الدور الحيوي لبرنامج “الكنوز الحرفية المغربية” في الحفاظ على الحرف التقليدية المهددة بالاندثار، وأنه يعد من أهم المبادرات التي تهدف إلى تثمين هذا الموروث الثقافي وتعزيز مكانته بين الأجيال الجديدة.

تكريم المعلم حسن : رمز الحرفية المغربية

خلال الحفل، تم تكريم المعلم حسن، المختص في صناعة “الرابوز” أو المنافيخ اليدوية، والذي يعد من أبرز الحرفيين في مدينة تنغير. يتمتع المعلم حسن بسمعة مرموقة في مجال صناعة المنافيخ التقليدية، وله محل معروف في تنغير يعكس إبداعه وإتقانه لهذا الفن الحرفي العريق. وكان تكريمه بمثابة تقدير لإسهاماته القيمة في الحفاظ على حرفته ونقلها إلى الأجيال الجديدة.

تمديد الشراكة بين المغرب واليونسكو حتى 2031

كما تم خلال الحفل توقيع اتفاقية تمديد الشراكة بين كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومنظمة اليونسكو، والتي ستستمر حتى عام 2031. تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز برنامج “الكنوز الحرفية المغربية” وتعميق التعاون بين مختلف الأطراف المعنية في صون الحرف التقليدية.

إشراك المجتمعات المحلية في صون التراث

وفي سياق متصل، أشار مدير مكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، شرف أحميمد، إلى أن الاتفاقية تهدف إلى إشراك الحرفيين والمعلمين في تحديد أولويات صون المهارات الحرفية، مع الحرص على مراعاة خصوصيات كل مجال حرفي في الإجراءات المتبعة. وقال إن البرنامج يهدف إلى تعزيز اعتزاز المجتمعات الحاملة لهذه المعارف الثقافية بشرف انتمائها إلى هذا التراث الحي.

استمرار تكوين الشباب على يد المعلمين الحرفيين

يستمر برنامج “الكنوز الحرفية المغربية” في نسخته الثالثة في توفير التكوين للمزيد من الشباب، حيث يشمل التدريب الميداني لمدة تسعة أشهر، بالتعاون مع معاهد التكوين في مهن الصناعة التقليدية. ويسعى البرنامج إلى إعداد جيل جديد من الحرفيين القادرين على الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، والتفاعل مع التحولات التكنولوجية في العصر الحديث.

يعد برنامج “الكنوز الحرفية المغربية” خطوة كبيرة نحو ضمان استدامة الحرف التقليدية في المغرب وحمايتها من الاندثار، وفي نفس الوقت يبرز دور الشباب في الحفاظ على هوية المغرب الثقافية، ويعزز مكانة الصناعة التقليدية المغربية على الساحة الدولية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة