حميد دحسو
قال لي: الحمد لله ولدي درويش مربي غي من الدار للمدرسة أومن المدرسة للدار.. أومعندوش صحاب والرفقة السيئة تايبقا بوحدو تايراجع.. درت ليه بيسي والانترنيت ولا يخرج من المنزل إلا للدراسة” في حقيقة الامر هذا التقرير عن الابناء لايقدمه فقط هذا الاب الذي تجاذبنا الحديث عن ابنه. بل هو تقرير كاد أن يكون ظاهرة عند الكثير من الاسر والاباء. أبناء دارويش لا يثير شجارا ولا يغادرون منازلهم… فهم يراجعون إلى وقت السحر في الانترنت. يزعم الاباء الغافلين أو المغفلين أن أبنائهم ليست لهم رفقة سيئة وأنهم في مستوى حسن من التربية و ” الدروشة” !!لا يدري هؤلاء الاباء الغافلون/المغفلون أنهم تركوا أبنائهم لأسوء رفقة وأخس جليس يهدم الاخلاق و يقتل الدين والهوية ويسبب إدمانهم عليها اضطرابات في الشخصية نفسيا وسلوكيا. هل الطفل الذي لا يغادر منزله إلا للدراسة طفل طبيعي؟! هل طفل ليس ليس له اصدقاء يلعب معهم ويشارك معهم هوايات ورياضات طفل سليم؟! هل طفل منغمس في العالم السبيراني الموبوء طفل درويش أم طفل متوغل في قذارة زمن الطيش والمراهقة يا من تركت له الحاسوب والايفون و الصبيب العالي من الأنترنيت 24 ساعة على 24 ساعة داخل غرفة مغلقة بلا رقابة؟ أنت الذي تسألني عن ابنك فهو يأتي للقسم ومنسوب الانتباه بلغ عنده الدرجة صفر ! يأتي وعيناه ذابلتين..نعم ليس متغيب حسب عرف زمن الادارة لكنه مغيب حسب عرف زمن التعلم وشروط التعلم. فانتباهه أستهلكته الالعاب الالكترونية وفريفاير وبابجي…!! ابنك” مربي ” وعقله محشو بأفكار لو اطلعت عليها لوليت منها فرارا ولملئت منها رعبا. الضجيج لايوجد في جوارح طفلك؛ الضجيج ايها الاب الغافل موجود في عقله في داخله. سوف يطير يوما كطير شارد لما يشتد جناحه فتوشك الصقور أن تتخطفه في جو السماء.ابنك يا هذا معاق بالاحرى صنعت منه معاقا لا يعرف من الحياة إلا شاشة هاتف وحاسوب وكراسة يمقتهما مقته لمدرسة باردة مستقيلة بين يدي اخلاق الطلاب والتلاميذ. هل يستطيع ابنك الذي عوقه جهلك ولامسؤوليتك واشتغالك بنفسك عنهم. ان يعيش الحياة بشروط حياة البقاء فيها للاقوى والاذكى والسليم أخلاقا و عاطفة والقوي شخصية. كيف لطفل ربته الاجهزة الإلكترونية أن تغرس فيه عواطف انسانية. ان تغرس فيه النبل واحترام شروط الحياة قبل ان ينفجر في وجهك ووجه المجتمع عالة عليك وعلى نفسك يبحث عن أقصر السبل ؛ مهما كانت؛ لاكتساب الاموال ولو على حساب شرفه.. أليس كل من يبيع اللحم الرخيص على الشاشات واللايفات إنما هم نتاج سلة المهملات الأبوية…!
المصدر : https://tinghir.info/?p=74901