احتضن المركز الثقافي بمدينة بومالن دادس، يوم الأحد 7 دجنبر 2025، ندوة فكرية علمية متميزة ضمن فعاليات النسخة الثالثة لملتقى تزويت للثقافة والتراث، الذي تنظمه جمعية تزويت العالمية – قلعة مكونة، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، والمجلس الجماعي لبومالن دادس، وجمعية أنازور للإبداع، وفيدرالية جمعيات بومالن دادس.
الندوة التي حملت عنوان “دور الشباب في التحول الاجتماعي والثقافي: قراءة علمية في آليات التنمية” ، أطرها كل من الأستاذ سعيد العنزي تاشفين والأستاذ حسن إبراهيم، بحضور وازن لفعاليات مدنية وسياسية، من ضمنها باشا المدينة، ورئيس المجلس الجماعي، وممثل المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتنغير، وممثل الفيدرالية.
في مداخلته الأولى، قدّم الأستاذ سعيد العنزي تاشفين قراءة تحليلية معمقة حول التحولات القيمية وتأثيرها على مؤشرات التنمية البشرية، مستعرضًا بنية مفاهيمية متشابكة تشمل مفاهيم الشباب، التنمية، والإقلاع. وطرح تساؤلات جوهرية حول موقع الشباب في التحول السياسي والاجتماعي، متوقفًا عند التحولات الكبرى التي شهدها المجتمع المغربي، من هيمنة السردية السياسية والاقتصادية إلى بروز السردية الثقافية، حيث أضحى للفن والمعايير الجمالية دور محوري في تشكيل الوعي الجماعي. واختتم مداخلته برؤية نقدية حول التغيرات التي طالت القيم المغربية، داعيًا إلى ضرورة بلورة نقد جماعي يعيد الاعتبار للهوية الثقافية.
أما المداخلة الثانية، فقد جاءت تحت عنوان “التراث الثقافي بالواحة كمدخل للتنمية” ، وقدمها الأستاذ حسن إبراهيم، حيث ركز على أهمية الهوية والخصوصية الثقافية في رسم معالم مستقبل تنموي مستدام. وطرح أسئلة عميقة من قبيل: من نحن؟ ماذا نملك؟ وما الذي يميزنا؟ كما قدّم مجموعة من التوصيات الرامية إلى حماية التراث المادي واللامادي، من خلال تعزيز الإطار القانوني والدستوري، وتفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وإدماج التراث في المناهج الدراسية، إضافة إلى الدعوة لإنشاء مراكز متخصصة بتراث الواحات، ودعم الفاعلين في هذا المجال، وتشجيع السياحة الثقافية كرافعة تنموية واعدة.
وقد أدار الندوة الباحث إدريس دريس، فيما تولى الأستاذ عبد العزيز الدريج مهمة تحرير التقرير الإعلامي للقاء، الذي اختُتم بنقاش عام وبنّاء أغنى مضامين المداخلتين، وأكد على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات الفكرية في تعزيز الوعي الثقافي والتنموي لدى الشباب والمجتمع المحلي.
