في إطار تنزيل الورش الملكي الكبير المتعلق بتعميم الرعاية الصحية الإجبارية، تم اختيار جهة درعة تافيلالت كنموذج تجريبي يعكس الخصوصيات السوسيو-اقتصادية للمناطق، وذلك في مبادرة رائدة تنفذ بشراكة بين وكالة التعاون الألماني بالمغرب (GIZ) والمركز الجهوي للاستثمار لجهة درعة تافيلالت، وبدعم من عدد من الفاعلين المؤسساتيين، من ضمنهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تنغير.
وتندرج هذه الخطوة ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي يهدف إلى تحسين الدخل وتعزيز الإدماج الاقتصادي، خاصة في صفوف النساء والشباب. وقد تم إطلاق هذه المبادرة تحت شعار: “الحماية الاجتماعية خطوة صغيرة دابا، راحة كبيرة غدا”، لتشكل رافعة حقيقية نحو تمكين التعاونيات النسائية من الولوج إلى منظومة الحماية الاجتماعية.
وفي هذا السياق، احتضنت منصة الشباب بتنغير، يوم الاثنين 15 دجنبر 2025، دورة تكوينية تأهيلية استفادت منها أكثر من 15 تعاونية نسائية. وركزت الدورة، التي أطرها خبراء في التنمية الاقتصادية وممثل عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، على توعية النساء بأهمية الانخراط في نظام الحماية الاجتماعية، وشرح آليات الاستفادة منه.
وشدد المتدخلون خلال اللقاء على أن الحماية الاجتماعية تمثل درعاً وقائياً أساسياً للمرأة وأسرتها، حيث تضمن الأمن الصحي، وتخفف من الأعباء المالية الناتجة عن الطوارئ الصحية، كما تضمن استمرارية الدخل خلال فترات المرض أو الأمومة، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد المشاركون أن هذه المبادرة ليست مجرد إجراء إداري، بل جزء من مشروع وطني طموح يقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يهدف إلى ترسيخ العدالة الاجتماعية وتعزيز كرامة المواطنات والمواطنين. كما تم التأكيد على أهمية دعم النساء القياديات في التعاونيات ليقمن بدور فاعل في نشر الوعي داخل مجتمعاتهن، وتحفيز باقي النساء على الانخراط الطوعي في منظومة الحماية الاجتماعية.
واختتمت الدورة بتوصيات تدعو إلى مواصلة الجهود التوعوية والتكوينية، وتكثيف الشراكات بين مختلف الفاعلين لضمان نجاح هذا الورش الوطني، وتحقيق أهداف التغطية الصحية الشاملة، بما يعزز التضامن المجتمعي ويكرس مبدأ المساواة في الولوج إلى الحقوق الأساسية.



















