وجه الحسين الناصري، الفاعل الاقتصادي ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة درعة تافيلالت، انتقادات لاذعة لأداء الغرف المهنية بالجهة، معتبراً أن هذه المؤسسات تعاني من ضعف في البرامج وعدم مواكبة حقيقية لانتظارات المهنيين والمقاولات المحلية، رغم توفرها على موارد مالية مهمة ودور محوري يفترض أن تضطلع به في دعم الاستثمار وتنمية القطاع الخاص.
وفي منشور له على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، أشار الناصري إلى أن حصيلة الغرف تبقى محدودة، حيث يُصرف جزء كبير من ميزانياتها على سفريات واستقبالات ولقاءات شكلية، دون أن تُترجم إلى مشاريع تنموية ملموسة أو مواكبة تقنية وقانونية فعالة، ما يحرم المهنيين من خدمات حقيقية ويضعف من أثر هذه المؤسسات على النسيج الاقتصادي المحلي.
كما نبه الناصري إلى غياب الرقابة الحكومية والإدارية الفعلية على أداء الغرف، وهو ما يفتح الباب أمام اختلالات مالية وتدبيرية، ويقوض ثقة الفاعلين في هذه المؤسسات المنتخبة. ودعا في هذا السياق إلى تعزيز آليات المتابعة والمساءلة لضمان الشفافية وتحسين الأداء.
وأكد رئيس الاتحاد الجهوي على ضرورة إصلاح التدبير الداخلي للغرف المهنية، من خلال فتح المجال أمام الكفاءات، وتفعيل مبادئ الحكامة الجيدة، ومراجعة اللوائح الانتخابية لضمان تمثيلية عادلة للشباب والنساء. كما شدد على أهمية ترشيد النفقات وتوجيه الموارد نحو مشاريع فعلية تخدم الاستثمار وتدعم التنمية الاقتصادية بالجهة.
وفي ختام مداخلته، اعتبر الناصري أن الغرف المهنية تقف اليوم أمام مفترق طرق: فإما الاستمرار في الأداء الضعيف وهدر الإمكانيات، أو الانخراط في إصلاح شامل يعيد لها دورها الطبيعي كرافعة للتنمية الاقتصادية الجهوية ومواكبة حقيقية للمهنيين والمقاولات.
