هل مات فينا الانسان؟

admin
اقلام حرة
admin4 يوليو 2015
هل مات فينا الانسان؟
هشام كموني
بين لحظة وضحها يموت الانسان، نفقد الانسان ويغادرنا انسان، كلمة انسان لم تعد تسكننا وترضينا كأننا بمعزل عنها، لم نعد نطمئن لها فقد صارت بلا معنى بلا قيمة إنها الهامش واللا اعتبار، فالنحن دوما لا تأبى عنها سوى الخصام تلوى الخصام ومنه تخالفنا القيم تعاكسنا الضمائر لا ترضي عنا الانسانية، فكيف نجد ذواتنا كيف نواجه أنفسنا والنحن تلاصق دوما الانسان فينا؟ لماذا نتلذذ بالعنف بالقتل كسلوك لا عقلي يهدف إلى النيل من كرامة الانسان ومن تم النيل من انسانيته بتعبير  الألماني اريك فايل؟ لماذا لا نجيد سوى السحل والانمحاء لهذا الانسان؟ صحيح ما أحوجنا عديد المرات أن نعانق ونرتمي لعقد الصلح مع انسانيتنا ونؤسس لمشروع الانسانية فينا الذي لا يتعصب للأجناس ولا العقائد ولا اللغات ولا الانتماءات ولا يكترث للخلاف كل ما في الأمر أنه ينتصر للاختلاف ويتنفس بروح الحوار وفق مبادئ الاحترام المتبادل للقيم، فمستقبل الانسانية رهين بدرجة الاعتبار الذي نعطيه للروح الانسانية و بالثمن المخصص للحياة البشرية من دون اي تميز كما دعى إليه ذات يوم المرحوم المهدي المنجرة، اي معناه أن الانسان هو نقطة الانطلاق وتأشيرة العبور نحو ارساء لمبادئ قبول الغير والاعتراف بالإنسان والتعايش والتعاون مع أخي الانسان الذي هو أنا أخر بتعبير سارتر والذي يسكننا على نحو غريب تتساءل جوليا كريستيفا أليس المهمش والمجنون غريبا في وطنه ؟ أليس المهدور والمقهور بتعبير مصطفى حجازي غربيا في طنه؟ أليس ضحايا انتهاكات حقوق الانسان هم غرباء أوطانهم؟ كلها توصيفات تنزل بالإنسان منزلة اللا شيئ إنه كل ما يمكن اعتباره حائطا قصيرا متدنيا يمكن مجاوزته، يمكن هدمه وتخريبه، أو حتى يمكن تبخسيه بكتابات نابية وكلمات ساقطة فهل بهذا الحجم والجحيم هو كل ما يستحق منا هذا الانسان؟ لقد مات بالفعل فينا الانسان كما تحدثت عنه أنطولوجية هايدغر وأنثروبولوجية لفي ستراوس وتناولته بالدرس والتحليل أركيولوجية ميشيل فكو، إن هذا الخطاب الفلسفي المعاصر في النزعة الانسانية وحتى وإن كان أقل حدة من حيث المعنى الحقيقي لـكلمة “موت الانسان” فإنه يجد امتدادا واسعا في وقتنا الراهن ولكن بتعبيرات أكثر عنفا ودموية وقهرا واستبدادا وتسلطا وهدرا للطاقات الانسانية، الانسان الفقير العاطل، الانسان الكئيب المنتحر، الانسان الأمي الجاهل، الانسان المنبوذ اللاجئ، الانسان اللاحقوق واللاتكافؤ، الانسان اللاحرية واللاكرامة، الانسان اللا اعتراف واللا احتفاء، الانسان الذي يموت بالتنقيط ونقول عنه انسان، كيف نرضي بهذه الخسارة مرتين مع الانسانية التي تسكننا وانسانية الغير؟ أليس هذا معناه انسداد لمستقبل الانسانية فينا؟ فمتى وكيف نتعلم البناء كما صرخت ذات يوم عائش التاج؟ ما الداعي إلى أن لا تشمل الصداقة والحب كل العالم وان نضع حدا للصراع والحرب وذلك بمواجهة العنف الفزيائي بعنف روحي أو ذهني وبالتالي أخلاقي كما دعنا إليه صاحب الروح العظيمة غاندي فهل بالفعل والفاعل أتساءل مات فينا الانسان؟
المصدرهشام كموني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.