الحق، لم يعد للصمت عُشاق

admin
2015-06-06T21:13:30+00:00
اقلام حرة
admin6 يونيو 2015آخر تحديث : السبت 6 يونيو 2015 - 9:13 مساءً
الحق، لم يعد للصمت عُشاق
مصطفى منيغ
عَصَّرُوا لنا المُرَّ في الجفون، لنصاب بالجبن أو الجنون، فلا نرى سوى ما يريدون، أقحمونا بالعَصَا لنمشي فوق ما استوردوه من بيض النُّعام ومباشرة بغير شكوى ننام ونحن لطعام الكرامة جائعون ، حصدوا بنا الشوك من حول قصورهم وما ظنوا أن بدمائنا المتفجرة من أقدامنا الحافية لتلك الأرضيات يصبغون ، لا محلول يزيلها إخفاء لمسارح الجرائم المتكررة من تصرفاتهم ولا هم يحزنون، الكل عالم عارف هم أيضا يعرفون ويعلمون ، أننا نعرف ونعلم ومع ذلك لا يعبؤون ، ولآهاتنا وأنيننا المنتشرة عبر الجهات الأربع وحدهم لا يسمعون ، وبمظاهر بؤسنا وتدمرنا وسخطنا وضياعنا وحرماننا وشقائنا وخسارتنا ويأسنا وغضبنا بسببهم لا يعترفون ، هم السادة بالقوة والجبروت والظلم والجور والقسوة وبقلة الحياء علينا يتعنترون ، يتحكمون في شوارعنا وحاراتنا وبين مدارسنا وعلينا في المقاهي يتصنتون ، كأننا من عوالم أخرى أحضرونا ليشبعونا ركلا وضربا وهم يتلذذون ، قطيع من الفئران عودوه الصمت والركوض للجحور مبكرا ليعربدوا بسياراتهم الجديدة وصُحْبَتِهُمُ الجامعة طيف قوس قزح كما تتطلبه الليالي الملاح من إكسسوارات بشرية مغتسلة بماء الرذيلة لملذاتها الحرام يمتصون .
الأمر فادح والواقع جارح والختم قبيح بما يفرزه من قيح بسيلانه يُدانون ، ربما قريبا تتخلص البلاد من ويلاتهم حينما يطَّلٍعُ مَن بيده إنهاء المهازل وقد أوشكت المعاول في أيادي المخلصين للوطن الدفاع عن نفسهم بوسيلة الطغاة لها لا يُقَدِّرون.
… كفى حماقات الابتزاز، فالجمع المبارك متى اهتز، لن توقفه متاريس الاشمئزاز، ولا طابور لا يتقن الفوز، ساعة لا تنفع فيها براعة القفز، من علو مقام أو منحدر الندامة أو هروب بين الثغرات مجاز.
أدركوا أنفسكم أو ما تبقى من شرفائكم إن شئتم الإصلاح مبكرا، ولا تجعلوا تدخلكم متعثرا ، فالمغرب لا يستحق انسلاخكم كمسؤول وقف حائرا ، بين تطبيق القانون أو جبر الخواطر خاطرا خاطر، فالفصل ميزان بكفتين إحداها إحقاقالحق وثانيها الحكم العادل يطال كل الدوائر ، وما عدا ذلك إلى الهاوية مَن يريد عن غرور اختيار طريق إلى التقهقر والإفلاس سائر .
… العَري في الأزقة أصبح شعار المرحلة التي أدرج فيها المغرب أعداء الحشمة والأصالة واحترام الجار للجار، في ألفة مفعمة بالوقار، وسماسرة نظريات الرقي المزيف المستورد من بلاد لا تطيق سماع اسمنا بالأحرى مناشدة الخير والصلاح لمجتمعنا العاشق لعزة النفس، كما يدعى ناشري بدعة المجتمع المدني المتخلل استفسارنا عن هذا المجتمع حتى يصبح مدنيا ،إن تُرك (كالحاصل آنيا) لذئاب مناصرة المنكر ينهشون في أعراض أسر الفقراء وهم الأغلبية عَدًّا حقيقيا؟؟؟.
كم من ضحايا تتكدس بهن زنزانات السجون على امتداد الوطن؟؟؟ ، بنات في مقتبل العمر مارسن البغاء بدافع الاحتياج لرغيف العيش أو إنقاذ أسرهن من التشرد ، فتيات أقحمن أنفسهن في أحلام السراب فوقعن فريسة وحوش لا يرحمون البتة اغتنموا ما تحياه الدولة من انصراف كلي عن التدخل لتحسين حقوق الإنسان المتعلقة بالتشغيل والحفاظ على سلامة المجتمع من أي انفلات خلقي ، مما يؤكد موافقتها عما يجري ليصل المغرب مراتب تخطى فيها تلك الدول المعروفة بسياحة الدعارة في العالم ، ومن المفروض أن تتوحد القوى المحبة لمغرب خالي من مثل العاهات في نضال مشروع يطالب بالإدراك الفوري لغرقى الظلم الاجتماعي المسلط عنوة للقضاء على شيم الشعب المغربي المحافظ المعروف على امتداد التاريخ بالتشبث بعرى الكرامة والدفاع عن شرفه مهما كانت التضحيات ، الحضارة أو الحداثة ما كانت بالتسيب ونشر الفحشاء و دفع المرأة لامتهان مصيبة الدعارة لتعيش وأسرتها في ازدحام الحاجة إلى موقع قدم في وطن رحب كالمملكة المغربية ، الأمر ليس طبيعيا بل مقصود مُخَطَّط له ، الكل في المغرب يتم بإرادة الدولة ومن حق الشعب هذه المرة مساءلتها ليعلم الحقيقة إن كانت مُبعدة مُغَيَّبة عن عاهل البلاد أمير المؤمنين الملك محمد السادس، أم ثمة خلل ما ، خاصة والحلول أصبحت بالحجة والدليل ، من الصعب الشديد الخوض فيها عن طريق حكومة في شكلها المعلن الذي يرأسه عبد الإله بنكيران ، المغرب كله خيرات وعن شعبه يضيق بالمفهوم الشامل للكلمة بسبب “قلة” معروفة ومحصية في كل إقليم ، تستحوذ على معظم الأراضي الخصبة ، وتشيد العمارات لبيعها شققا بأثمنة مجحفة انطلاقا مما تؤديه عن آلاف الهكتارات مهما ظهرت داخل الخريطة الترابية ، ذاك الأداء الغريب الذي لا يمنح للأرض المبتاعة أي قيمة تُذكر ، المهيمنة على الأسواق التجارية على تنوعها وتباين سلعها ، المحتكرة النفوذ والمال والتغلغل في استراتيجيات الساسة المتبعة بمناصرة هؤلاء على آخرين والضرب بلا هوادة على أيادي تكتب في تحدي غير مقبول يعرض مصالحها لافتضاح أمرها أمام الرأي العام المحلي / الوطني والدولي .
(يتبع)
مصطفى منيغ

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.