الرشيدية : رواق التراث الكناوي بمتحف سجلماسة ملتقى الحضارات

admin
2015-05-30T13:11:55+00:00
آخر الأخبارثقافة و فن
admin29 مايو 2015آخر تحديث : السبت 30 مايو 2015 - 1:11 مساءً
الرشيدية : رواق التراث الكناوي بمتحف سجلماسة ملتقى الحضارات

في إطار تعريفه بأشكال التراث الغنائي بواحة تافيلالت خصص متحف سجلماسة ملتقى الحضارات بمركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث بالرشيدية، رواقا للتراث الكناوي كواحد من أعرق فنون الواحة التي  تعتبر بما لا يدع مجالا للشك ورشا مفتوحا في وجه الباحثين الدارسين والمهتمين للتنقيب في خبايا هذا العالم الخاص الذي يثير الفضول، ويجعل المتتبع لا يذخر جهدا في معرفة ما تبوح به القراقب والطبول، والوصول قدر المستطاع إلى كم هائل من الأسرار ليس من السهل انتزاعها من كناوي حقيقي أبا عن جد يقفز في الهواء بلباسه المثير معيدا كتابة تاريخ الأسلاف بالرقص، ومنبها في آن واحد إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث الغنائي العميق…

هذا ويضم رواق التراث الكناوي الذي يثير أنظار زوار المتحف، مجموعة من الأزياء والآلات والصور لمختلف فرق كناوة المنتشرة عبر مناطق تافيلالت بما فيها واد ما يوسف وخملية وغريس وفركلة.

أولا: الأزياء: التي تحيل المتأمل فيها بعمق على قيم الرجولة والتشبث بالثقافية الإسلامية والتراث المغربي الأصيل بما فيها العباءة (الدراعية) والعمامة (تحرامت) والطربوش المزخرف، والحزامين الأسود الجلدي الذي يحيط بالخنصر، والأحمر الصوفي (الحرافت) الذي يتدلى منه الخنجر(توزالت) كما هو الحال بالنسبة لكناوة كلميمة وتنجداد.

ثانيا: الآلات الموسيقية: التي تعتبر من أهم عناصر الرقص الكناوي وهي:

  • الطبل (الكانكا): وهو إطار خشبي أسطواني عريض، يشد على وجهيه غشاءان جلديان يثبتان بواسطة خيوط متينة، يحمله الراقص على كتفه بواسطة حبل، ويضرب على وجهه العلوي بعصوتين خشبيتين
  • القراقب (قربشلا): هي عبارة عن صفيحتين حديديتين (على شكل العدد 8) تمسك كل منهما من وسطها من خلال إدخال الأصابع في المقبض، حيث يستخرج الصوت من خلال قرع الصفيحتين ببعضهما.

  • الهجهوج (الكمبري): وهو آلة وترية تتكون من ثلاثة أوتار، يجمع الباحثين على أنها إفريقية الأصل، تصنع من جذوع الأشجار عن طريق الحفر، وجلد الماعز الذي يثبت على الإطار بطريقة محمكة.

  ثالثا: صور فوتوغرافية: ترحل بالزائر المتمعن فيها إلى عالم التراث الكناوي الفسيح بأعلامه ورموزه وآلاته الموسيقية ورقصاته الرجالية والنسائية الحافلة بالعديد من الرموز والدلالات التي يحكي من خلالها الكناويون قصة الألم والأمل نيابة عن القلم.

siji300515

وتجدر الإشارة أن رواق التراث الكناوي بمتحف سجلماسة ملتقى الحضارات، هو حلقة من مسلسل جهود مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث في سبيل العناية والتعريف بهذا الفن العريق، من خلال تقديم الدعم للفرق الكناوية المحلية، والحرص على حجز مقعد لها في الأنشطة الفنية والمهرجانات الدولية التي ينظمها المركز أو يساهم في تنظيمها، كموسيقى الصحراء الذي يهدف إلى نفض الغبار عن الفنون الموسيقية الصحراوية وإعادة الاعتبار لها في تنوعها واختلافها من بلد لآخر، والمهرجان الدولي لشعوب صحاري العالم بدبي الذي أبت فيه طبول وقراقب وأوتار هجهوج كناوة تافيلالت إلا أن تعانق سماء الخليج العربي.

وفي انتظار شد الرحال لدراسات معمقة في التراث الكناوي حري بالذكر أيضا أن موسم “دردبة” الذي دأب كناوة على الاحتفال به في مختلف مناطق واحة تافيلالت (مدغرة، خملية، كلميمة، السات، ملعب، توروك، إكلي، مروتشا…) يعد من أهم المواعيد السنوية الكناوية التي تتيح للباحث فرصة التعرف على جوانب متعددة من هذا الفن الذي ينفرد عن باقي أشكال التراث الغنائي بالمنطقة بمجموعة من المميزات أهمها “مبدأ انتقال الحرفة عبر الأجيال من السلف إلى الخلف” كما يقول الدكتور مصطفى تيلوا، ومحافظتها على أصولها الحقيقية على مستوى الأزياء والآلات الموسيقية المستعملة، مؤكدا في نفس السياق أهمية استثمار هذا الرصيد التاريخي والثقافي في التنمية السياحية للمنطقة على أساس عدم فلكرته كما هو واقع الحال في مناطق أخرى من المغرب التي أضفى فيها كناوة حركات ورقصات وأزياء غريبة وبعيدة كل البعد عن الفن الكناوي العريق.

المصدرعمر حمداوي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.