قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة: أطباء لا مسؤولين وممرضين مستهترين لعلاج المرضى.

admin
جهوية
admin11 مارس 2015
قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة: أطباء لا مسؤولين وممرضين مستهترين لعلاج المرضى.

لا يخفى على أحد أهمية قسم المستعجلات بالمراكز الإستشفائية، حيث يعد القسم الأكثر حيوية داخل المستشفيات الوطنية لكونه يستقبل مرضى من نوع خاص، مرضى بين الحياة والموت، ينتظرون عناية مركزة وخاصة قصد معانقة الحياة من جديد. كما يتطلبون علاجا سريعا ومراقبة مستمرة خصوصا الحالات المرضية الخطيرة. إلا أن الساهرين على قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة رغم وعيهم بجسامة المسؤولية، فإنهم يستهترون بأرواح المواطنين.

أسباب نزول هذا الحديث، أنني كنت ضحية لهذا الاستهتار واللامسؤولية، حيث ولجت القسم صباح يومه الأربعاء 11 مارس الجاري قصد إزالة قطن علق بأذني اليمنى حين كنت أنظفها. بدت الأمور بداية جد عادية، وطلب مني السجيل وكذا أداء واجب الفحص. فخيل لي أنني أمام مسؤولين نزيهين، ويريدون فعلا خدمة المواطنين بنزاهة. بعد دخولي القسم ومرور نصف ساعة، استقبلني أحد الأطباء الذي طلب مني سبب قدومي للقسم، فأخبرته بالمشكلة التي حلت بأذني وكذا الألم الذي أحس به جراء ذلك. تناول الهاتف الذي يوجد بجانب المكتب الذي يجلس عليه، فتظاهر بأنه يهاتف طبيبا مختصا داخل المستشفى بدعوى أن مشكل الأذن يمكن أن يكون خطيرا. تظاهرت بالسذاجة أيضا، لأنني على علم مسبق بهذا الإجراء المخادع والذي لن ينطلي علي. بعد فترة من الزمن، يطلب مني الانتظار حتى قدوم الطبيب. في هذه الأثناء، حركة دؤوبة للأطباء والممرضين، إلا أن المرضى لا زالوا في أماكنهم ينتظرون.

تشير الساعة إلى 12، إنه موعد الغداء. يختفي الطبيب الرئيسي بالقسم عن الأنظار، الأطباء الآخرون لازالوا في حركة مستمرة، والمرضى ينتظرون. تصرخ إحدى الممرضات في وجه أحد الحراس الخاصين:”إنني سأذهب لأتناول الشاي، فلا داعي لإزعاجي”، في إشارة واضحة للمرضى الأطفال والنساء والشيوخ الذين افترشوا الأرض بحكم أن البهو المخصص للانتظار لا توجد به كراسي. أنهك العياء الأطفال الصغار الذين لن يجدوا سوى الصراخ قصد نسيان الآلام التي يشعرون بها، بينما الرجال والنساء والمسنين فقد سلموا أمرهم إلى الباري عز وجل في انتظار الذي سيأتي ولن يأتي.

تشير الساعة إلى 3 زوالا، حالة من الهيجان والاستياء تعم المرضى وذويهم. لقد بلغ السيل الزبى، كما أدرك الطاقم الطبي الذي أضحى محسوبا على رؤوس الأصابع، أن اللعبة لم تعد تنطلي على المرضى، حيث بدأت الاحتجاجات تتكاثر. تمر امرأة أمام الحشد تقرئ اللطيف، ربما أنها فقدت أحد أقربائها بالقسم.

يتلقى المرضى المحظوظين عناية خاصة في العلاج وكذا المقابلة، كما أن العلاقات الزبونية والمحسوبية والجاه هي السائدة في التعامل مع مرضى بين الحياة والموت.

أنتظر دوري مجددا أمام الطبيب الرئيسي للقسم. وبعد مدة، وخلال المضايقات المتكررة للحراس الخاصين يحين دوري، فأشرح للطبيب مشكلتي مع أذني المريضة. يتظاهر هذا الأخير بكثرة الأشغال، فيحيلني على طبيب آخر. كما يحيلني هذا الأخير ، بعد أن طاف بي إحدى الأجنحة المخصصة للأمراض المزمنة، على الممرضين المتبقين بالقسم وعددهم 3.

تشير الساعة إلى 5 زوالا، أتنفس الصعداء، لأنني أصبحت قريبا من العلاج بعد صبر أيوب. بعد نصف ساعة من الانتظار، يدخل أحد الممرضين المعروفين بمدينة الجديدة لكونه يحتسي الخمر بإحدى الأكشاك بالقرب من شرطة باب ميناء الجديدة. ظننت في البداية بأنه ثمل، فناديته باسمه لكي لا يعبث بأذني. يتناول إحدى الأدوات الطبية، ويأمرني بالتمدد في سرير. يدخل الآلة في أذني ثم يأمرني بالنهوض، لأن أذني ليس بها أي شيء.

أعود إلى الطبيب قصد العلاج، وأخبره بما حصل مع الممرض الشهير بمدينة الجديدة، فيأمرني بالذهاب إلى العلاج في “الخارج”. هكذا، تنتهي قصتي مع قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة، حيث آلام أذني المريضة ازداد حدة، في انتظار غدا الخميس قصد علاجها. وتصبحون على مرض.

هذا، ويناشد المواطنون السيد عامل إقليم الجديدة قصد التدخل لتصحيح هذه الإختلالات بالمستشفي الإقليمي للجديدة، خاصة أن هذا المستشفى الإقليمي قد صرفت عليه ميزانية ضخمة، وذلك خدمة للمواطنين بالإقليم.     

عبدالعالي نجاح

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.