كيف تكون أستاذا ناجحا (2) ( بيداغوجيا ضبط التلاميذ)

admin
اقلام حرة
admin13 فبراير 2015آخر تحديث : الجمعة 13 فبراير 2015 - 7:34 مساءً
كيف تكون أستاذا ناجحا (2) ( بيداغوجيا ضبط التلاميذ)
ذ محمد عبيد


3
-لا تغضب :

ينبغي التمييز بين نوعين متزايلين:

  • غضب للحق.

    من معالمه وأعراضه ، أن يظل العقل محافظا على توازنه ، تحليلا وتفكيراوهدوءا باطنا.

  • غضب للباطل.

    انتصار للذات وعصبية للنفس. من آثاره فقدان العقل توازنه ، اذ ينغلق الذهنوينحبس التفكير ، ويتوقف التحليل ، ويضطرب التنظيم وتضطرب الأفكار فيضرببعضها بعضا، ويختل الانسجام ويربك التوازن.
    ان الغضب الانهزامي والانفعال الانتقامي ، يهوي بالمدرس من عنان السماءمكانة ،الى أسافل الأرض مهانة. فتنتزع المهابة من قلوب التلاميذ ، فيخنسفي عيونهم ويصغر في نفوسهم ، بدافع ماقد يصدر منه حينئذ من سلوكمشين ، وتصرف مهين لعجزه عن ضبط جماح نفسه.
    والرزية كل الرزية، أن يسفر ذلك عن اصطراع تشمئز منه النفوس ، واشتباكتقشعر منه الجلود ، ونزال يتأثر له الصخر الجلمود. هذا ماحذر منه نبينا صلىلله عليه و اله وسلم(( لاتغضب. فردد مرارا. قال.لا تغضب)). وفي قوله(( ليس القوي بالصرعة . انما القوي الذييملك نفسه عند الغضب)). رواه البخاري.
    4 -كن حازما:

    رحمة الأستاذ ورفقه بتلامذته ، لا يليق أن يخلو من حزم ذي عزيمة قوية ،وارادة رشيدة . حزم رفيق، ورفق حازم.
    ينبغي للمدرس أن يظل يقظا، لا يغفل قيد أنملة عما يلي:

  • التربية والتدريس:

    أن يتحلى المدرس بقوة الأداء ، وبيان المشكل وازالة المختلف وابلاغ المقصودواشفاء الغليل ، وهجران استشعار الملل والنصب أمام التلاميذ، لئلا يبثالخمول المؤدي الى قطع حبال الوصال، المولد للضوضاء والجلبة.

  • التنظيم:

    لايحقر المدرس من الاصلاح والتوجيه شيئا، من شأنه التأثير سلبا على ضوابطالتسيير، صونا للاحتواء ومسكا لزمام الأمور.

  • التعامل التلاميذي:
    ————————
    أن يحرص الأستاذ ويحذر من الانجرار الى ما تتربصه الذهنيات الزئبقية.

5 -احذر التعيين :

يكبو المدرس أحيانا ،في هفوة مواجهة التلميذ مباشرة ، اذا صدر منه سلوكغير مشرف ، مما يؤدي الى أخذ ورد، ومد وجزر، وجذب وسلب ، وكر وفر، بينالتلميذ والأستاذ ، فيغذو القسم بحرا هائجا متلاطما ، توشك السفينة التييقودها صاحب الرسالة، أن تنقلب رأسا على عقب.
ينبغي للأستاذ أن يتحلى بالتؤدة ، فيوجه خطابه الترشيديالتربوي ،لا الحديدي الآلي ، بصيغة التعميم من دون أن يعين تلميذا بذاته ، درئاللاستفزاز وصونا لكرامة نفسيته، لعل الغافل يستيقظ من كبوته والوسنان منهفوته ، والجاني من زلته ، والجاد يدأب في سيرته ، ماسكا بمزيته ، اقتداءبالترشيد النبوي القائل (( مابال قوم فعلوا كذا وكذا…)) . ولم يشر النبي الكريمالى شخص وسط القوم بعينه وذاتهيؤنبه ويعاتبه . ما أحوجنا الى التحليبأخلاق الأنبياء.
6 -اجتنب الجارح من الألفاظ

ان أهم ما يهديه الأستاذ الى تلميذه ، أن يحترم مشاعره ويقدر شخصه. ،ويعير بالغ اهتمام لنفسيته ، ويهتم بمدى التوافق الفكري لتمثلاته وقناعاته ،احتراما للرأي مخالفا كان أم مؤيدا.
لاسبيل لتحقيق ذلك ،الا بتصديق العمل المتمثل في نبذ كل مامن شأنه أنيشعره بالمهانة والدونية ، كالألفاظالقاسية والكلمات النابية الجافية ، التي لافحوى لها الا الاذلال والتحقير ، والاعلال والتصغير.
ان تقدير الأستاذ للتلميذ يكسبه تعظيم التلميذ للأستاذ ” كما تدين تدان”.
يا أستاذ: أحسن الى التلاميذ تستعبد قلوبهم ، وان تسيء لهم فانتظرعيوبهم.
ختاما
——
أنبه الى ما يلي:

  • لم أذكر القواعد التربوية المتغيرة لأنها تتغير أيضا بتغير البيئات والعادات والأعراف والثقافات . فكل تلميذ رهين بظروف وواقع بلده.
  • ان هذه القواعد يتوقف تطبيقها بنجاح على طبيعة شخصية الأستاذ ، توازنا وقوة.
  • هذه القواعد نتاج تجربتي في ميدان التعليم. وقد استدرك بعض الأصدقاء على شبه مثاليتها.لكن بفضل الله عزوجل أحرزت نجاحا في تواصلي مع تلامذتي بتفعيل هذه الخصال التي صغتها في قالب قواعد تربوية.
    بقلم: ذ : محمد عبيد- المغرب – برشيد

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.