محمد واموسي ضيف تنغيرأنفو عبر برنامج “مسارات”

admin
2020-07-26T15:56:44+01:00
آخر الأخباروطنية
admin25 يوليو 2020
محمد واموسي ضيف تنغيرأنفو عبر برنامج “مسارات”

حاوره عبد العزيز بويملالن

مرحبا بك في برنامج “مسارات”، في البداية من يكون محمد واموسي؟

“محمد واموسي صحافي مغربي بدأت العمل الصحافي في المغرب في العام 1995 عملت في عدة صحف مغربية، قبل أن أهاجر بحثا عن آفاق إعلامية جديدة و اكتساب تجربة في المؤسسات الاعلامية الدولية، و كان ذلك في العام 2001 حيث انتقلت الى باريس للعمل في مجلة الوطن العربي الشهيرة ، بعدها في العام 2003 خضت تجربة العمل الإذاعي عبر إذاعة مونت كارلو الدولية التي عملت فيها لنحو أربعة أعوام، بعدها انتقلت للعمل في قناة يورونيوز المملوكة للاتحاد الأوروبي و تبث ب13 لغة ، كذلك التحقت بتلفزيون دبي في العام 2007 و أيضا عملت مسؤولا عن القسم العربي لقناة “القارة” التي تبث بثلاث لغات، بعدها التحقت بوكالة أنباء الإمارات.

اليوم أمارس العمل الصحافي من بوابة تلفزيون دبي و وكالة أنباء الإمارات كمدير لمكتبهما في العاصمة الفرنسية.

لماذا اختار محمد واموسي الهجرة نحو الخارج للعمل هناك، رغم وجود قنوات مغربية تحتاج لأكفاء مثله؟

للأسف سقف الآفاق الإعلامية في المؤسسات الصحافية المغربية محدود جدا، و هذا ما جعلني أقرر خوض تجربة الهجرة الإعلامية كما كثير من الصحافيين المغاربة، و أيضا لاكتساب مهارات جديدة في العمل الصحافي الميداني من خلال تغطية حروب و أحداث دولية كبيرة.

ماهي المؤسسات التي تلقيت فيها التكوين الصحافي قبل امتهان هذه المهنة ؟؟

أكبر مؤسسة تعلمت فيها أبجديات العمل الصحافي هي مؤسسة الميدان، الصحافة الحقيقية نتعلمها في الميدان و ليس في المدارس، الصحافة في الحقيقة ليست مهنة تكتسب و لا حرفة نتعلمها، الصحافة هي هواية هي غواية هي موهبة، هي خلطة بين كل هذه العناصر، لذلك ليس كل من يدرس الصحافة يصبح صحافيا، الميدان هو المدرسة الحقيقية لكل من يريد أن يصبح صحافيا حقيقيا، لأن الصحافة هي المهنة الوحيدة التي نظل نتعلم فيها كل يوم.

نعم، لكن ماذا عن التعليم الأكاديمي؟

درست في ثانوية وادي الذهب في أصيلة ثم اللغة العربية و آدابها في مدينة تطوان، بعدها أكملت دراستي الأكاديمية في جامعة باريس بالتوازي مع عملي الصحافي، لكن كما قلت لك يظل الميدان هو مدرستي الحقيقية في العمل الصحافي.

لا يخفى عليكم أن  ممارسة مهنة الصحافة تختلف من مكان لآخر، ماهي مميزات العمل الصحافي في الخارج مقارنة بالعمل  في المغرب ؟

أول ما يميز العمل الصحافي في الخارج هو الاحتكاك بصحافيين كبار في المهنة و تعلم الكثير منهم، كذلك وجود جانب تكنولوجي متطور يمكنك من ممارسة المهنة باستخدام آخر ما توصلت اليها التكنولوجيا في المجال الصحافي بجميع أنواعه الإذاعي و التلفزيون و المكتوب و أيضا في الصحافة الإلكترونية و هذا ما ينقصنا في المغرب،لأن أقصى ما تقوم به الصحف لدينا (خصوصا الإلكترونية) هو تقصي آخر الاخبار ونشرها على وجه السبق.

و حتى تتطور الصحافة لدينا بشكل عام، نحن بحاجة لصحافة استقصائية وجرأة في الطرح وتنويع أساليب النشر.

لو افترضنا أن المغرب سيتخذ قرارا شجاعا ويفكر في استرجاع الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات. هل سيعود الصحافي محمد واموسي للعمل في وطنه الأم؟

هذا يظل طموح كل صحافي مغربي في الخارج، أن يعود يوما لبلاده و المساهمة إعلاميا في تطوير المشهد الإعلامي لبلاده، للأسف مستوى الإعلام في المغرب لا يعكس تطلعات الشعب المغربي و لا مستوى التطور الذي تشهده البلاد، و اليوم المغرب في حاجة  إلى إعلام قوي و جدي يمكنه من اسماع صوته في الدفاع عن قضية وحدته الترابية في العالم.

نحتاج اليوم في المغرب  لقنوات تلفزيونية إخبارية تراعي الدقة في المهنية و تخدم المغرب و قضاياه داخليا و خارجيا وفق مواصفات عالية جدا في التقنية العالمية.

لذلك أعتقد شخصيا أنه حان الوقت للتفكير في المغرب في إطلاق قناة تلفزيونية إخبارية تراعي الدقة في المهنية و تخدم المغرب و قضاياه داخليا و خارجيا وفق مواصفات عالية جدا في التقنية العالمية لأن الفوارق بين الإعلام المحلي و الدولي تكاد تذوب بعدما أصبح المشاهد لا يهتم لملكية أي قناة أو توجهها أو لمن تعود، بقدر ما تهمه جودة ما تعرضه من مواد إعلامية، أعتقد شخصيا أنه بات على المغرب أن يفكر مليا في إطلاق صوته الإعلامي القوي إلى العالم.

يعاني الصحافي داخل المغرب من مجموعة من التحديات أبرزها تقزيم حرية التعبير. هل تعانون أيضا من مثل هذه التحديات في القنوات التي تعملون فيها؟

حرية التعبير في القنوات التلفزيونية في كل العالم تظل نسبية، رغم وجود هامش كبير في الحرية إلا أن هناك سقف معين لا يمكن تجاوزه في أي مؤسسة إعلامية من خلال الخط التحريري لكل مؤسسة إعلامية، اليوم هامش الحرية في المغرب يتسع شيئا فشيئا، لكن رغم ذلك يبقى انتشار القنوات التلفزيونية المغربية على كثرة عددها محدود جدا، و لا أعرف لماذا نمتلك كل هذا الكم من القنوات دون أن نصل إلى المبتغى، المغرب اليوم يحتاج لمسايرة التطورات التي يشهدها العالم في مجال التطور التكنولوجي عبر إطلاق قناة تلفزيونية  محترفة تضم مهنيين محترفين و توضع رهن إشارتها الإمكانيات المطلوبة خاصة و أننا نتوفر على صحافيين متمرسين يعملون في مؤسسات إعلامية كبيرة في الخارج، و كما ننادي على محترفين لحمل القميص الوطني في منتخب كرة القدم يجب أن نفعل ذات الشيء في مجال الإعلام، هناك الكثير من زملاء المهنة المغاربة في الخارج التقي بعضهم باستمرار في مؤتمرات و أحداث عالمية يحملون أيضا هذا الطموح، باختصار المغرب يحمل قضية كبيرة هي قضية وحدته الترابية و الأعداء يستخدمون ترسانة إعلامية قوية لنشر مواقفهم الانفصالية و حان الوقت لأن يهتم المغرب بتطوير العمل الصحافي و المشهد الاعلامي في البلاد

لا يخفى عليكم أن لكل تجربة دروسها، ماهي الدروس التي تلقاها محمد واموسي في مساره المهني؟ وماذا غيرت فيك مهنة الصحافة كإنسان؟

الصحافة علمتني الذهاب مباشرة إلى عمق المسألة ، و ألّا أطيل الثرثرة، علمتني كيف أكتب جملة تجعل القارئ يرغب بقراءة الجملة التي تليها، علمتني كذلك أن البحث عن فضائح عالم سفلي انحطاطي لا يخدم بل يهدم، الصحافة الحقيقية هي التي تقدم الدعاية الجادة في شكل مقالات أحيانًا، بل هي التي تسعف قارئها في خوض بحار المعرفة وبناء رؤية تحليلية لما يحدث حوله من أمور ، للأسف فقدت الصحافة في هذا العصر الكثير من المصداقية بعد أن شذت عن قاعدة الحقيقة و هذا لن يغفره لها الناس، فالمعلومة اليوم خاصة في عصر مواقع التواصل الإجتماعي تصل في سرعة البرق عبر الفضاء الإلكتروني، لذلك ليتجنب الإعلام السقوط في هاوية الكذب عليه بالشفافية حتى لا يقتله الإعلام المزور الآخر الذي هو أيضا  يحقق أهداف دول أخرى وربيع الخراب الذي شهده العالم العربي أخيرا في عدة بلدان مثل ليبيا و اليمن و مصر و سوريا مثال على ذلك.

طبعا في هذا الوجود الكل يسعى لتحقيق طموحته، بماذا تنصح الطالبات والطلبة الذين اختاروا دراسة الإعلام ومبادئه لممارسة مهنة المتاعب مستقبلا؟

أول ما أنصح به أنصح وبشدة خاصة الصحافيين الشباب القراءة ثم القراءة ثم القراءة، لأن الصحافي المتمكن من أدواته اللغوية تكون لديه إمكانيات هائلة في ضخ أكبر  قدر ممكن من المعاني والمعلومات في أقل عدد ممكن من الكلمات، ‫الصحافة مهنة المتاعب حقاً مهنة شيقة و شاقة أيضا، و كل من يختار اقتحام هذا المجال عليه أن يتحلى أولا بالمسؤولية ثم الشجاعة وروح المغامرة الى جانب القراءة و عدم الاعتماد على مصدر واحد للمعلومة، وفي الغالب أنصح الشباب، بالجدية والشجاعة والإخلاص لمهنتنا. وقبل هذا وبعده أكرّر القول اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ فالقراءة مفتاح رئيسي لصناعة الصحافي.

دام لك التألق سيدي محمد، شكرا على تلبية دعوة برنامج مسارات.

شكرا لك صديقي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.