“شَارَا” من الألعاب الشعبية المرافقة لعيد الفطر بتودغى

admin
2020-05-25T18:06:23+01:00
آخر الأخبار
admin25 مايو 2020
“شَارَا” من الألعاب الشعبية المرافقة لعيد الفطر بتودغى
محمد فقهي

للواحات بالجنوب الشرقي المغربي هويتها الثقافية التي تميزها عن غيرها في الأكل والعمران والتقاليد والطقوس الاحتفالية والألعاب الشعبية… فبمناسبة عيد الفطر، ينتشر بتودغى نوع من الألعاب الشعبية المتأصلة اعتمادا على ثمار الجوز (الكركاع) أي يسمى محليا بـ “شَارَا”(CHARA).

هذا الأخيرة التي ترتبط بدورها بتراث محلي أخر وهو “سوق ن27” كما يسمى محليا أي السوق الذي ينعقد في اليوم الذي يسبق إحياء ليلة القدر، وذلك في مركز مدينة تنغير ويخصص أساسا لبيع ألعاب الأطفال وثمار الجوز وغيرها.

فإحياء ليلة القدر بالمنطقة ترافقها طقوس محلية متمثلة في إعداد نوع الخبر المسمى بـ “إِخُورْقَانْ”(IKHRQAN)، وفيها تقوم الأسر بتقسيم ثمار الجوز على أفرادها، والتي لا تخصص للأكل فقط، وإنما تستعمل أيضا في ممارسة لعبة “شارا” أو “تَادُوجِينْ” بين أفراد سكان القصر الواحد أو حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.

يبدأ اللعب بأن يساهم كل راغب بجوزة واحدة، ويرصف الكل فوق خط من التراب بشكل متباعد نوعا ما أو بشكل متلاصق، ترمى في الحالة الأولى بالحجارة أو السلاسل الحديدية، أما في الحالة الثانية فترمى بثمار الجوز عينها، وتسمى الأداة التي تستعمل في الرمي بـ “أَقُولْ” (AQOL).

عندما يرصف الجوز يتم تنظيم اللعب بأن يقوم أخر مشارك أبدى رغبته في المشاركة بالوقوف أما صف الجوز فيرمي حجارة نحو الأمام إلى مستوى معين الذي يرى فيه نفسه قادرا على اقتناص الجوز، وهكذا دواليك بالنسبة لباقي المشاركين في نفس الاتجاه. على أن تبدأ في عملية رمي الجوز أولا من أبعد المشاركين منها، فيكون نصيبه ما أصابه من الجوز كله أو بعضه أو يخرج خاوي الوفاض ما لم يتمكن من إصابة الجوز، ويستمر اللعب إلى غاية اقتناص كل الجوز أو الوصول إلى أقرب مشارك في حالة لازال الجوز لم يقتنص كليا، وفي حالة استمرار وجود جوز لم يقتنص يعاد اللعب من جديد من أبعد المشاركين مرة أخرى.

لقد كانت الأزقة بمختلف مناطق تودغى في أيام عيد الفطر تكتظ بالراغبين في لعب “شارا”، حيت تتعالى الأصوات عند محاولة كل مشارك وتزداد فرحة من اقتنص عدد أكبر من الجوز والعكس. أما الآن فقد أصبحت هذه اللعبة في طي النسيان، إذ بالكاد تجد من يلعبها الأن، شأنها في ذلك شأن العديد من الألعاب الشعبية التي كانت منتشرة على طول الواحة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.