حكاية عاطل” أَيُّ تَعْلِيمٍ … نَفْسِي مِنْهُ وَ اللهِ جَرِيحَةٌ “

admin
2020-05-10T22:34:23+01:00
اقلام حرة
admin10 مايو 2020
حكاية عاطل” أَيُّ تَعْلِيمٍ … نَفْسِي مِنْهُ وَ اللهِ جَرِيحَةٌ “
أحمد زرير


بلغت سن الدراسة، فاخترت الكراسة، لأنها رفيقتي الوحيدة للتطبيق و الممارسة، و لإرضاء أوامر المدرسة، و تحقيق أمنيات النفس الحساسة. هدفي الوحيد أن أصبح معلما، و كنت بالقراءة مهتما، من قريتي الصغيرة كنت منقسما، بين فكرة المغادرة، و رغبة المثابرة، وقعت الواقعة و دعت الأسرة، و ركبت السيارة، أفكر في الأجرة، إنها المغامرة.


وصلت بومالن دادس شاكيا، و تذكرت أمي باكيا، و للأب المرحوم داعيا، و أطلب المساعدة ساعيا، و أنا تلميذ السنة السابعة للحضور و الإنصات كنت وفيا، حتى السنة التاسعة للوقت كنت ناسيا . بعد الامتحان أصبحت في الطاولة الأمامية، و اخترت الآداب العصرية، و أعجبت للأستاذ في مناقشة الأحداث الماضية، بينما ضعيف في المواد العلمية، بين الأصدقاء حصلت على الشهادة ، و تسلمت الجائزة و القلادة، بحضور المدير و الأساتذة، إنها ثمرة العمل و العبادة، و تذكرت مرة أخرى الأسرة و الأمنية السعيدة، قبل مغادرة البلدة، نصحتني أمي بنصائح سديدة :


بالعبادة و الإخلاص يا بني اعتني
و بالدرس و الغياب تكن لي في مأمني
من هن زهرة و فاطمة كن حذرا
و للأمنية اسعى لنفسك ولي سعيرا
اجعل الماضي منطلقا و اقتني
بالاجتهاد لك التوفيق بدعائي


بدأت المسيرة من جديد، في مدينة أكادير العتيد، هناك اكتشفت الجديد، حياة جامعية كلها رصيد، معرفة محمد و فاطمة كانت من حديد، كدت أنحرف عن الطريق، لولا رفاق درب النضال و إسماعيل الصديق، كم كانت أحاسيسي آنذاك إلى حبيبة و رفيق؟ رغم ذلك كنت لنصائح أمي حقيق، سنتان فيهما تألمت كثيرا، و لعل قلة المال مشكلا كبيرا، ومن هموم إخوتي كنت حائرا ، و على مشاكل العائلة كنت ثائرا، و لي كانت التركة منيرا، بين الأعداء و الأحباب مسرورا .


بعد أربع سنوات كلها بحث و نضال و عمل، تعلمت الصالح و الطالح و صبر الجمل، فنصحت خلفي أن سر النجاح هو الأمل، و ما لم أعرفه أن بعد الإجازة في التاريخ عاطل عن العمل .


رافقتني كراستي حالما ناظرا
بعمل يفتح لي مستقبلا زاهرا
انتهت الحياة الدراسية كأنها ثواني
و بعدها عشت عاطلا بدون أماني


بعد ستة عشرة سنة أصبحت عاطلا ضعيفا، من الأمنية خرفت عقلا شريفا، و كل يوم أسمع كلاما سخيفا ، بين أهلي وبين الناس أنعت ملحدا مفلسفا، لكن الجريدة تذكرني بالكراسة و أيام الطفولة، و ترسم الأفاق و تنسي الأقاويل و البطالة، وقد بالغت من زيارة موظفي العمالة، من أجل الوظيفة التي كانت نقاش ركاب الحافلة، إني أفعل المستحيل لحل المسألة، أوراقي في المكاتب و النيابة عن طريق التوديع و المراسلة، دائما أتوسل و أنتظر الجواب، إنها المفاجأة اسمي في اللائحة على الباب، مع الإعلان ليوم الاختبار و التحذير من الغياب، كنت خائفا و فرحا أطلب الثواب، إجابتي كانت بصواب، لكن الزبونية و الرشوة سيدة الحال الى يوم الحساب.


علم و معرفة لصاحبها نورا
خير من وظيفة أساسها عارا


انتظر أيها المعطل الى السنة المقبلة و الأخيرة، وعدت أدراجي الى قريتي الصغيرة، بأفكار عناوينها مشاكل التعليم الحائرة، التي لم تسلم منها حتى مليكة و زهرة، بعد إعلان كاذب للمبارة، مع هن تقاسمت ألاما و أفراحا كبيرة، بعد و قبل نتائج امتحان كله خسارة، لهن أول و لي ثاني مرة، هكذا في المداولة لمن لم تكن أسرته في العرس حاضرة.


امتحان زيف عدله أقصاني
على تحقيق أمنية خربت كل وجداني


يا إلهي ضاعت الأمنية، بين ليلة و صبيحة، فقلت في نفسي الجريحة، أسألكم بعقلية صريحة ، أية كراسة ؟ أي تعليم ؟ للعموم أصبحت واضحة، إنها الفشل و الفضيحة، نفسي منه و الله جريـــــــــــــحة ؟…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.