الإعلام الرقمي بالجنوب الشرقي “بين الهواية والتقنين “

admin
اقلام حرة
admin23 أبريل 2020
الإعلام الرقمي بالجنوب الشرقي “بين الهواية والتقنين “
عبد الله سدراتي

منذ مدة ليست قصيرة راودتني فكرة الكتابة عن الممارسة الإعلامية لأن الجميع تقريبا بدأ يتلذذ بالوجبات السريعة كتابة ، وفنا ، وحتى سياسة .. وكما يقال جبر الخواطر أعطى للبعض صكا بأن يملك مقومات تجعله يبحر في محيطات الكتابة والفن ، والإعلام .. !!

إن الممارسة الإعلامية الحقيقية ليست ترفا فكريا كما يتوهم بعض الناس ، ليست حذلقة بتعبير د/ عبدالكريم برشيد ، ولكنها معايشة حية ومسؤولة .. وهي كذلك مشاهدة وشهادة ، إما أن تكون شهادة حق أو شهادة زور ، ولا نظنها يمكن أن تستقيم إلا إذا عبرت عن نفسها بالصدق وبالصوت المرتفع .. !!

نعتقد أن الحديث عن الإعلام الجاد بالجنوب الشرقي .. حديث سابق لأوانه نظرا لعدة إكراهات ، فمثلا كلما انتقدت شخصا من صناع القرار أو مسؤولا من آل السياسىة كان أو غير سياسي .. كلما انتفض المحيطون بذلك الشخص واعتبروا كلامك وقاحة وتطاولا وموقفا سياسيا معارضا .. !!

نعتقد بأن الإعلام الحقيقي بالمنطقة بصفة خاصة وبالمغرب الحبيب بصفة عامة كما يلاحظ الجميع ولانبالغ حين نقول : بأنه يعيش زمنه الصعب والذي بالمناسبة زمن التجارة والمقايضة وتبادل المصالح .. أصبح له معنى آخر هو الإتباع في زمن الإبتداع ، وأصبح لهذا الولاء ثمنه وأجره ، ولاشيء اليوم بالمجان في سوق الإعلام وفي دكاكين وهم الإعلام .. !!

شخصيا ، وهذه قناعتي قد نتفق وقد نختلف والإختلاف رحمة لايمكنني أن أعطي الشرعية لأية بوابة مالم تلتزم بالقانون المؤطر للمهنة .. فالإعلام له معاهده ومدارسه وكلياته الخاصة والعامة ، كما الطب والهندسة وجميع العلوم .. لاأخفيكم سرا بأننا في مجتمعات البين بين نعيش التمثيل في أبهى حلله .. نحياه في العلاقات والمعاملات وفي حياتنا اليومية وفي صورها الحافلة بالزيف والتمثيل على الآخرين ، تارة باسم العلم ، وتارة باسم الإعلام ، وتارة باسم المعرفة ، ولذا أمكن القول بأنه عاشت على العديد من العلوم وماتزال كائنات غريبة عن الميدان وتحول الشحاذون والمتطفلون بقدرة قادر إلى أطباء وإعلاميين ومسرحيين وسياسيين وكان الإنتحال سيد المواقف .. !!

الإعلام ياسادة يجب أن يخرج من دائرة الفعل الفطري كما قال أحد الأصدقاء إلى دائرة المأسسة والمؤسسة الحقيقية التي لها ارتباط عضوي وفعلي بمحيطها الإجتماعي والفكري ، وأن تكون فاعلة ومؤثرة وأن تساهم في تغيير الإنسان أو في إعادة الإستثمار في بنائه ، وذلك بما يتناسب ويستجيب لمتطلبات المرحلة القادمة أي مابعد أزمة كورونا ، ولكم واسع النظر .. !!

نجاح المقاولة الإعلامية رهين بحكمة أبنائها ، وليست الميزانيات الضخمة هي من تصنع الصحف والإعلام .. وعلى الإنسان أن يكون وفيا لرقم حذائه ، مودتي للجميع .. !!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.