عثمان عوي يكتب ….هذا الوضع مع كورونا لا يجب أن يستمر

admin
آخر الأخباراقلام حرة
admin22 أبريل 2020آخر تحديث : الأربعاء 22 أبريل 2020 - 5:08 مساءً
عثمان عوي يكتب ….هذا الوضع مع كورونا لا يجب أن يستمر
عثمان عوي

بعد ظهور البؤر الوبائية و انتشار العدوى في مناطق معلومة وغير معلومة أصبحت المرحلة صعبة و تحتاج الى تدخلات متعددة ومتنوعة وإلى موارد بشرية عديدة مكونة ومؤطرة من طرف الخبراء و المختصصين.

لا يخفى على أحد ما وصلت اليه المنظومة الصحية في بلادنا في ظل تأمين العلاج في الخارج للفئة المحظوظة التي تمثل نخبة المغرب و توفير مراكز استشفائية خاصة للفئة المتوسطة ليبقى عامة الشعب تجوب به سيارات الاسعاف جهات المملكة عسى المريض أن يجد سريرا يستقبله في انتظار علاج يأتي أو لا يأتي.

وقد زاد تأزيم الوضع الصحي ببلادنا قلة الموارد البشرية من الاطباء و الممرضين فحسب التصنيف الأخير الذي نشره موقع “بغ ثينك” يأتي المغرب في المرتبة 78 من أصل 112 دولة شملها البحث وذلك بمعدل 2000 مريض لل طبيب ، فيما احتلت كوبا المرتبة الأولى بمعدل 170 نسمة لكلّ طبيب.

هذا الشح في الموارد البشرية و تزايد عدد المصابين وبناء مستشفيات ميدانية شاسعة سيجعل اليقظة الصحية ببلادنا تمشي على رجل عرجاء رغم المجهوذات الجبارة لرجال السلطة وجنود الصفوف الأولى من الممرضين و الأطباء حيث رابطوا كلهم بمعسكراتهم تاركين أسرهم وذويهم ولا شغل لهم الا محاربة العدو المخفي الذي يتربص بنا و بهم كل الدوائر.

من هنا يجب التفكير في السند و تقوية الامدادات البشرية لمساعدة المشتغلين و تعويضهم من حين لآخر لأخذ قسط من الراحة والرجوع الى خنادق المعركة.

ومن بين الموارد الممكنة لهذا العمل النبيل كل أطباء القطاع الخاص الذين يعملون الآن عن بعد مع زبنائهم أو هم في الحجر الصحي في بيوتهم ، فالمرحلة تقتضي انخراط الجميع ، ثم يأتي بعدهم كل الاساتذة الجامعيون المتخصصون في علوم البيولوجيا الحيوانية فأغلبهم قادر على ان يستوعب التعامل مع المرضى في وقت وجيز، وهم كفاءات عالية في التعامل مع المختبر ، ثم بعد ذلك يأتي دور الحاصلين على الماستر و الاجازة في البيولوجيا كذلك فقد عملوا لسنوات في المختبرات الجامعية وباشروا طرق التحلبلات الطبية و بعض عمليات التمريض ، خبرتهم هذه مهمة في السهر على صحة المرضى من أخذ الحرارة ومراقبة اجهزة التنفس والمساعدة الميكانيكية للمرضى.
هذه الكفاءات و الموارد البشرية إن أنكرت خبرتها وتهربت بأعذار ترك الاختصاص لأهل الاختصاص وأن لا علاقة لما تقدمه مدرجات البيولوجيا بالطب فلنغلق هذه الشعب وليدرس هذا العلم بكليات الطب فقط.

لم تأتني الفكرة من فراغ وإنما تذكرت حضوري لمحاضرة يلقيها البروفيسور موحى جنا رحمة الله عليه بكلية العلوم بمراكش ( وقد كنت بالمدينة لإجتياز الاختبار الشفوى لولوج المدرسة العليا للأساتذة سنة 1992 ) ، حيث أكد الأستاذ في مستهل حديثة أنه عازم على تغيير برنامجه التكويني ليكون عمليا يجعل من المجاز اطارا متمكنا قادرا على العمل بالمختبرات و المستشفيات ، وقد كان الدرس على الفصائل الدموية.

إن أطرنا التمريضية و الطبية بشر مثلنا يصيبهم الملل و اليأس و العياء كسائر البشر، فهل سيعمل المسؤولون وأطر المغرب العزيز على مد يد العون و المساعدة في ظل تفشي الوباء و ظهور بؤرتسري فيها العدوى كسير النار في الهشيم؟

صحيح أن الإختصاص لأهل الإختصاص ولكن عندما يتساقط الجنود تباعا في ساحة المعركة ألم يستعن القائد بالعامة ولو لحمل الدخيرة .
مستعد للإنخراط … و أنت …؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.