القصبات مدخل للاستثمار الاقتصادي و الثقافي في ظل النموذج التنموي الجديد 

admin
آخر الأخبار
admin22 فبراير 2020
القصبات مدخل للاستثمار الاقتصادي و الثقافي في ظل النموذج التنموي الجديد 

القصبات مدخل للاستثمار الاقتصادي و الثقافي في ظل النموذج التنموي الجديد 

                                                                               ذ أحمد زرير ايت سدرات الجبل العليا 

تعتبر القصبة إطارا سوسيوثقافيا استثماريا في منظومة التداول الاقتصادي المعاصر بين المؤسسات المهتمة بالتنمية . و هي أيضا دعامة و ركيزة للتنمية الاقتصادية المستدامة ، إلا أن هذا الصنف الأثري غير معروف و مهمل يحتاج إلى تعريف و توعية بأهميتها و المحافظة عليها و تصنيفها ضمن التراث العالمي ، و هذا راجع إلى ضعف الأبحاث و الدراسات الأركيولوجية التاريخية في منطقة الامتداد و التواجد، و كذلك مهملة في المجال الاستثماري الاقتصادي ، لهذا وجب وضع استراتيجيات الوعي و الحفاظ و التعريف و الترميم قبل كل شيء، ثم السعي إلى التصنيف و الاستثمار و التوظيف في خدمة أهداف التنمية ،و خلق مقاربة توظيفية استثمارية في مجال السياحة : مثلا لضمان دخل فردي أو جماعي ، و نجاح ذلك يكون بالاقتداء و الاستفادة من تجارب بعض المستثمرين في مجال احتضان الدراسة المنجزة ، أو تجارب في مجالات أخرى ، في موقع انتشار و امتداد القصبات في المغرب أو خارجه . وكل هذا لن يتحقق الا بتصنيفها ضمن التراث العالمي.

أولا : الوعي بأهمية القصبة مدخل للتنمية .

التعريف بالقصبة و نشر الوعي بأهميتها رهين بالتصنيف و التأريخ لها ، و ذلك يستدعي تشجيع البحث

الأثري الأكاديمي، و الابتكار و الدراسة الاثرية المحضة لاستنطاق كل محتوياتها، من الجدران إلى الزخرفة ، مرورا بأدوات البناء إلى العادات و التقاليد التي كانت تمارس داخلها كمؤسسة للذاكرة الجماعية . و لتوعية الجيل الحالي و الصاعد بهذه المؤسسة يجب توظيف التكنولوجية الحديثة في التعريف بالقصبة و أهميتها و أدوارها و مستقبلها في الاقتصاد :

الوعي بأن القصبة هي أصدق شهادة مادية من أي كتاب على تاريخ الماضي .

أن ينخرط الجميع في عملية الحفاظ عليها خاصة الملاكين و الورثة .

الخروج من قوقعة التجزيء و تقسيم الحصص، بل الوعي بالملكية العامة من أجل فتح الباب للترميم و الدعم.

إقناع المواطن بتاريخ الأمجاد و العبقرية التاريخية لفن العمران بالقصبة.

تحسيسي الفاعلين المحليين و وضع حوافز و التعريف بالإنجازات الاستثمارية .

إدراك الساكنة و الفرد بأهمية الوعي في فتح أفق وتوافق الاستثمار في المنتوج السياحي.

الوعي بالتحول الكبير في أنماط السياحة حيث أصبح السائح يبحث عن تجارب الأصالة و العيش خارج المألوف .

الوعي بعلاقة القصبة بالشخصيات التاريخية و الأحداث التاريخية المحلية و الوطنية .

الإعلام السمعي و البصري و الإلكتروني و دوره في التعريف و الوعي بهذه الأنماط العمرانية .

إدراج القصبة المعمارية و أهميتها التاريخية ضمن المقررات الدراسية على مختلف الاسلاك التعليمية بالتدرج .

ثانيا : أهمية المحافظة بداية الاستثمار.

الحفاظ على القصبة و ضمان استمراريتها مسؤولية الجميع بلا استثناء ، كما أن تثمينها و تنميتها مرتبط بسلوكيات الأفراد و المجتمعات. إنه توجه جديد يتطلب تدخلا عاجلا على مختلف الاصعدة ، و على سبيل المثال نذكر بعض الدعامات الأساسية في هدا التوجه الاستثماري :

تفعيل الشراكات و الاتفاقيات بين المستثمرين و الفاعلين المحلين و القطاع الخاص.

تجديد هياكل و آليات عمل مركز حفظ التراث و صيانة القصبات باقليم ورزازات المؤسس سنة 1989

تصنيف قصبات المغرب بدون استثناء ضمن التراث العالمي .

خلق مديريات الآثار و التراث تحت سقف وزارة الثقافة .

صياغة قوانين جهوية للحفاظ على القصبة مع تمويل و دعم عملية الترميم .

فتح شعب و تخصصات جامعية أثرية خاصة بالقصبة المغربية في وجه الطلبة و تمويل بحوثهم الاثرية .

تشجيع المجتمع المدني على الحفاظ على هده المواقع الاثرية في إطارات قانونية تشاركية مع المحليين و المستثمرين .

و ضع سجلات محلية و وطنية للقصبات على شكل جرد إحصائي تصنيفي محلي و وطني و دولي .

و ضع تصاميم دقيقة و تراثية لعمليات الترميم و الحد من الترميم العشوائي.

إشراك المالكين الأصليين في التخطيط للحفاظ و التكوين في مشاريع الاستثمار.

توفير الحوافز لتشجيع المالكين على فتح أبواب الاستثمار .

توفير القروض بفوائد قليلة لكل من رغب في الاستثمار السياحي للقصبة .

الإعفاء من الضرائب للمستثمر في القصبة .

التسهيل في وضع تراخيص اعادة استخدام الابنية التراثية .

المصادقة القانونية على توثيق المالكين حماية لحقهم و كسب تقتهم و دعمهم .

ثالثا : القصبة مؤسسة الاستثمار الاقتصادي السياحي.

تعتبر المواقع الاثرية العمرانية من أهم روافد السياحة الثقافية ، كما جاء في التقرير الدي قدمته المنظمة العالمية للسياحة إلى قمة الارض الثانية في جوهنسبورغ يؤكد ذلك التقرير على دور السياحة الثراثية و الثقافية في المساهمة بفعالية في محاربة الفقر و حماية الإرث الطبيعي و الثقافي و تعزيز التنمية المستديمة بشكل عام.(22)

السياحة الثراثية الثقافية الترفيهية إذن هي الوجهة الاستثمارية الحالية ، خلالها ستحتل القصبة و كل المواقع الاثرية و الثراثية المادية و اللامادية المرتبة الأولى في هذا المنتوج الاقتصادي ، و بالتالي ستدخل العملة الصعبة و يتحقق الدخل المحلي لأن جل الدول الأوربية ترغب في زيارة و أن صح التعبير ورثة الدول الإفريقية لما تملكه من مؤهلات ثقافية تراثية من باب إحياء مجدهم الاستعماري أو استغلالها في المنظومة الاقتصادية خاصة الاستثمارية في المجال السياحي و خير مثال المغرب و مصر و تونس في تحويل المآثر العمرانية القصبات و الأبراج و القصور إلى رياضات و فنادق سياحية .

خلاصة :

إن البحث و التأريخ و التعريف و الحفاظ على القصبة و ترميمها و استثمارها في الأنشطة الاقتصادية و استغلالها سيجعلها توفر الإمكانيات لاستدامتها بل ستوفر مصدر رزق و تحسين الوضعية المادية و الاجتماعية للمالكين و المستثمرين و أكثر من ذلك ستصبح الصورة المثالية للترويج بالسياحة و الباب المفتوح للتأريخ النزيه لحضارة و ثقافة المغرب خاصة و شمال إفريقيا عامة ، كل هذا سيعجل بعجلة التنمية التراثية و الاقتصادية و الاجتماعية الشاملة .

20 فبراير 2020.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.